سوداني نت:
لم يعد الاعلام فقط وسائل للاتصال و مواد مرسلة لمتلقي بعينه ، بل اصبح كمثل الطب تماما يعالج الحالة بوصفها وموضعها في زمنها المقدر …
أصبح دواء ً لداء السياسة و الاقتصاد ، و لاختلالات المجتمع ، و لمعالجة إدارة الدولة و المنظمات العملاقة . و أصبحت له إدارات متخصصة في الطوارئ و الحالات الحرجة و العناية الحثيثة و العناية المركزة …
لم يقابل الحالة السودانية المتأخرة اعلام يشخصها بدقة و يعالجها بوضعها و تداعياتها . لذا كانت الهزيمة من هذه الثغرة …
برغم انتصارات الجيش و الاجهزة الامنية الاخرى في ميادين معارك الكرامة ، و برغم من انتصارات الدبلوماسية السودانية ، إلا أننا لم نقابل ذلك باعلام متخصص …
لم تكن هنالك خطة للاعلام الرسمي و لا الشعبي تصاحب بيداء القتال و حلبة الصراع الداخلي و الخارجي …
فالجيش الاعلامي الذي أدى ما عليه من مسئولية بصورة فردية و اجتهادات شخصية ، ان وجد قيادة فنية مدركة لقضى على المعركة بكل ميادينها الاعلامية ، و لأقنع العالم أجمع بأن السودان يواجه مآمرة خبيثة تديرها أضلاع خبيثة …
نحن بحاجة عاجلة جدا ً لاعلام فاعل بمواكبته و قراءته ، بمهنيته و تقنيته ، بإداراته و قيادته ، بتخصصاته و أنواعه و أقسامه ، بحضوره و خلق جمهوره ، برؤيته و استراتيجيته …
نحن بحاجة ماسة جدا لوحدة الاعلام ، و لوضوح خطابه و سرعة استجابته . و نحن في ضرورة قصوى لإعلام خارجي قوي ، يعالج التشويه الذي خلقه الاعلام المعادي و يحسن الصورة الذهنية للجيش السوداني لمسانديه و يبين انتهاكات المليشيا و تورط داعميها و فضح عملائها و كشف اعلامهم الكذوب …
لا زمن أمامنا ؛ فبريطانيا التي تقود الحرب على السودان ستترأس اجتماعات مجلس الامن لشهر نوفمبر و ستمرر ما يساعد المليشيا من قرارات ، فيجب علينا فوق الواجبات الاعلامية عمل اعلام يفشل ما ستقوم به هذه العجوز من مكر و خبث …
الواجب علينا وضع المواصفة الاعلامية المتكاملة و بكافة جوانبها و مطلوباتها و الدخول بها في المعركة الفاصلة . اللهم هل بلغت اللهم فاشهد …