سوداني نت:
من الاخر و بدون أية مقدمات نقول بملء الفم و الانفاس : لا عاشت أمريكا …
لم تسع لسلام في السودان طوال تاريخها الدموي و ممارساتها الوحشية و خبثها الشيطاني …
انها تخابثت على حليفها النميري رحمه الله عندما اعلن الشريعة الاسلامية و ادنى منه الاسلاميين فتحايلت عليه حتى انقلب عليهم و نكل بهم شر تنكيل . و لم تكتف بذلك بل قامت بتخفيض معوناتها المتواضعة للسودان آنذاك ( مليون دولار سنويا )ثم قامت بعد ذلك بسحبت شركة شيفرون التي تستثمر في البترول فردمت الشركة الآبار و أخفت المستندات و الخرط و ارتحلت بعد أن سرقت و نهبت خيرات باطن الارض السودانية . و لم تترك امريكا النميري حتى اسقطته بما يسمى ثورة السادس من ابريل …
ابان حكم الصادق المهدي و عز الديمقراطية التي يتستر خلفها العملاء و الخونة و يتخذونها شعارا زائفا و خدعةً كذوب فرضت امريكا على السودان عام 1988 اول عقوباتها الاقتصادية …
في الثلاثين سنة لحكم الانقاذ تعددت اوجه العداءات الامريكية للسودان ففي عام 1993 أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب و في عام 1996 اغلقت سفارتها في الخرطوم و في عام 1997 فرضت عقوبات اقتصادية شاملة على البلاد ثم توالت ضغوطها اذ جندت كل دول الجوار لاسقاط حكومة الانقاذ بتهمة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك و تدمير المدمرة كول و لفقت للسودان تهم الابادة الجماعية في دارفور و الى جانب حصارها الاقتصادي حاصرت الدبلوماسية السودانية و حاصرت الرئيس نفسه اذ دفعت المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار مذكرة جنائية بحقه جعلته مطلوبا لديها …
و استمر الحصار الشامل على السودان حتى قيام حكومة حمدوك بل حتى الان تحاصر امريكا البلاد اقتصاديا و سياسيا و عسكريا و تقنيا و تطالبها بالمزيد من التنازلات …
دعمت امريكا جون قرن و مولته بالسلاح و العتاد و الخبرات و جعلت منه رجلا غربيا بعد ان كان شرقيا شيوعيا و دفعت به حتى فصلت الجنوب و افشلت الاقتصاد السوداني …
لم تقف عند ذاك الحد بل زرعت الغاما موقوته داخل اتفاقية السلام الشامل تمثلت في برتوكولات ابيي و جنوب كردفان و جبال النوبة و اقليم النيل الازرق زرعا للفتنة و استدامة لدواعي الصراع …
مولت الولايات المتحدة حركات دارفور ضد الحكومة السودانية و نفخت في قضايا المنطقة حتى امتد الصراع الى حرب مدمرة و الى صراع اثني و جهوي ادخلت من خلاله قرارات عديدة لمجلس الامن جاءت كلها في غير مصلحة السودان و جاءت كلها منذ نشوء الصراع في عام 2003 و حتى بعيد سقوط حكومة الانقاذ في 2019 جاءت في مسار ادامة الازمة و صناعة الكراهية …
أيضا قامت امريكا و عبر شركائها و عملائها بتمويل الثورة السودانية التي ادت لاسقاط الانقاذ و من بعدها قامت بتعقيد المشهد السياسي فانتجت الوثيقة الدستورية ذات الطابع الخلافي لشركاء الحكم و انتجت الاتفاق الاطاري صاحب الفتنة بين العسكر و الذي انفجر على اثره السودان و دخل في الحرب الراهنة …
لم تكن امريكا بعيدةً عن دفع تطور الحرب و استدامتها اذ امرت توابعها من الدول و المنظمات الدولية بتغذية النزاع و تمويل مليشيا الدعم السريع المتمردة بالمال و السلاح و التقنية و بالبشر و الخبرات و غضت الطرف تماما عن انتهاكات المتمردين و فظائعهم الوحشية بل ساوت بهم الجيش و جعلتهم طرفين اثنين في الخصومة و المطالب …
و دون اي استحياء و مخافة على السمعة و بكل صلف و عنجهية فرضت امريكا على السودان الجلوس مع مغتصبيه و المتمردين عليه و فرضت عليه ايضا رقابة الدول المتورطة في التحريض على الحرب و المتورطة في تمويلها و الاصرار على استدامتها …
الصغير و الكبير من الشعب السوداني و الاعمى و البصير منه و المتعلم و الامي و المرأة و الرجل كلهم يدركون النوايا الخبيثة لامريكا تجاه السودان و ذلك من خلال الممارسات التراكمية السالبة و من خلال ازدواجية المعايير التي ظلت تتعامل بها امريكا و على مختلف الانظمة و الحكومات و على مدى فترة زمنية طويلة …
جميع الابواب التي دخلت امريكا عبرها للسودان ( انسانية ، سلام ، اقتصاد ، اصلاح ، ساسة …) ما قصدت بها إلا شرا للبلاد ( لقد كان في قصصهم عبرة ً لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء )…
فمن الذي ينخدع لامريكا بعد كل ذلك التفصيل ؟ من الذي يثق فيها بعد كل تلك القصص ؟ من الذي يفقد لبه و يسعى إليها لحتفه ؟