مقالات
تريند

د عبدالكريم محي الذين يكتب: مفاوضات جنيف هي استغباء للسودان

سوداني نت:

من الاخر و بدون أية مقدمات نقول بملء الفم و الانفاس : لا عاشت أمريكا …

لم تسع لسلام في السودان طوال تاريخها الدموي و ممارساتها الوحشية و خبثها الشيطاني …

انها تخابثت على حليفها النميري رحمه الله عندما اعلن الشريعة الاسلامية و ادنى منه الاسلاميين فتحايلت عليه حتى انقلب عليهم و نكل بهم شر تنكيل . و لم تكتف بذلك بل قامت بتخفيض معوناتها المتواضعة للسودان آنذاك ( مليون دولار سنويا )ثم قامت بعد ذلك بسحبت شركة شيفرون التي تستثمر في البترول فردمت الشركة الآبار و أخفت المستندات و الخرط و ارتحلت بعد أن سرقت و نهبت خيرات باطن الارض السودانية . و لم تترك امريكا النميري حتى اسقطته بما يسمى ثورة السادس من ابريل …

ابان حكم الصادق المهدي و عز الديمقراطية التي يتستر خلفها العملاء و الخونة و يتخذونها شعارا زائفا و خدعةً كذوب فرضت امريكا على السودان عام 1988 اول عقوباتها الاقتصادية …

في الثلاثين سنة لحكم الانقاذ تعددت اوجه العداءات الامريكية للسودان ففي عام 1993 أدرجت السودان في قائمة الدول الراعية للارهاب و في عام 1996 اغلقت سفارتها في الخرطوم و في عام 1997 فرضت عقوبات اقتصادية شاملة على البلاد ثم توالت ضغوطها اذ جندت كل دول الجوار لاسقاط حكومة الانقاذ بتهمة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك و تدمير المدمرة كول و لفقت للسودان تهم الابادة الجماعية في دارفور و الى جانب حصارها الاقتصادي حاصرت الدبلوماسية السودانية و حاصرت الرئيس نفسه اذ دفعت المحكمة الجنائية الدولية لاستصدار مذكرة جنائية بحقه جعلته مطلوبا لديها …

و استمر الحصار الشامل على السودان حتى قيام حكومة حمدوك بل حتى الان تحاصر امريكا البلاد اقتصاديا و سياسيا و عسكريا و تقنيا و تطالبها بالمزيد من التنازلات …

دعمت امريكا جون قرن و مولته بالسلاح و العتاد و الخبرات و جعلت منه رجلا غربيا بعد ان كان شرقيا شيوعيا و دفعت به حتى فصلت الجنوب و افشلت الاقتصاد السوداني …

لم تقف عند ذاك الحد بل زرعت الغاما موقوته داخل اتفاقية السلام الشامل تمثلت في برتوكولات ابيي و جنوب كردفان و جبال النوبة و اقليم النيل الازرق زرعا للفتنة و استدامة لدواعي الصراع …

مولت الولايات المتحدة حركات دارفور ضد الحكومة السودانية و نفخت في قضايا المنطقة حتى امتد الصراع الى حرب مدمرة و الى صراع اثني و جهوي ادخلت من خلاله قرارات عديدة لمجلس الامن جاءت كلها في غير مصلحة السودان و جاءت كلها منذ نشوء الصراع في عام 2003 و حتى بعيد سقوط حكومة الانقاذ في 2019 جاءت في مسار ادامة الازمة و صناعة الكراهية …

أيضا قامت امريكا و عبر شركائها و عملائها بتمويل الثورة السودانية التي ادت لاسقاط الانقاذ و من بعدها قامت بتعقيد المشهد السياسي فانتجت الوثيقة الدستورية ذات الطابع الخلافي لشركاء الحكم و انتجت الاتفاق الاطاري صاحب الفتنة بين العسكر و الذي انفجر على اثره السودان و دخل في الحرب الراهنة …

لم تكن امريكا بعيدةً عن دفع تطور الحرب و استدامتها اذ امرت توابعها من الدول و المنظمات الدولية بتغذية النزاع و تمويل مليشيا الدعم السريع المتمردة بالمال و السلاح و التقنية و بالبشر و الخبرات و غضت الطرف تماما عن انتهاكات المتمردين و فظائعهم الوحشية بل ساوت بهم الجيش و جعلتهم طرفين اثنين في الخصومة و المطالب …

و دون اي استحياء و مخافة على السمعة و بكل صلف و عنجهية فرضت امريكا على السودان الجلوس مع مغتصبيه و المتمردين عليه و فرضت عليه ايضا رقابة الدول المتورطة في التحريض على الحرب و المتورطة في تمويلها و الاصرار على استدامتها …

الصغير و الكبير من الشعب السوداني و الاعمى و البصير منه و المتعلم و الامي و المرأة و الرجل كلهم يدركون النوايا الخبيثة لامريكا تجاه السودان و ذلك من خلال الممارسات التراكمية السالبة و من خلال ازدواجية المعايير التي ظلت تتعامل بها امريكا و على مختلف الانظمة و الحكومات و على مدى فترة زمنية طويلة …

جميع الابواب التي دخلت امريكا عبرها للسودان ( انسانية ، سلام ، اقتصاد ، اصلاح ، ساسة …) ما قصدت بها إلا شرا للبلاد ( لقد كان في قصصهم عبرة ً لأولى الألباب ما كان حديثا يفترى و لكن تصديق الذي بين يديه و تفصيل كل شيء )…

فمن الذي ينخدع لامريكا بعد كل ذلك التفصيل ؟ من الذي يثق فيها بعد كل تلك القصص ؟ من الذي يفقد لبه و يسعى إليها لحتفه ؟

تابعنا على قناة الواتساب

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!