سوداني نت:
البلاد تحتاج الحكمة أكثر من الحنكة ، و تحتاج العقل أكثر من الشيطنة ، و تحتاج الروية أكثر من التعجل ، و تحتاج الكبار أكثر من الأقزام ، و حاجتها لأبنائها ( الشم الصم ) أكثر من الذين يرخون آذانهم لكل واشٍ و ماشيا بنميم …
حاجتها لمن بداخلها يحمل همومها و يكتوي بنارها و يعرف حاجتها ، أكثر من الذين يتكسبون بقضاياها خارج قطرها …
لا ينكر احد مجاهدات الذين صبروا و صابروا و رابطوا داخل الثغور ، يحمون العرض و يذودون عن العرض . يتركون ابناءهم و أسرهم دون زاد و لا عتاد و لا عماد و يفدون بأرواحهم البلاد …
من لا يعرف كتائب البراء ؟
من لا يعرف المستنفرين للجهاد ؟
من لا يعرف المقاومة الشعبية المسلحة ؟
إذا نظرت إليهم تعرفهم تماما من أين جاؤوا تعرف قضيتهم و توجههم و تعرف أصالتهم و من أين نبعت بسالتهم …
و البون شاسع بينهم و بين أصحاب العملية السياسية ( الناس في شنو و هم في شنو ) …
أناس يتصدون للحرب و للنهب و السلب و الاغتصاب بصدور عارية ، و أناس يسعون للسلطة بوجوه عارية …
أناس يواجهون الموت بكل صنوفه في الدفاعات الامامية ، و أناس يتوجهون إلى العواصم الاوربية و الافريقية يتكسبون بحالة الموت و الدمار و لا يهمهم ما يعانيه الشعب …
أناس همهم الانتصار و الثأر للحرائر و المظلومين . و أناس يغرقون في هم إرضاء الدمويين و الظلمة الفجار. …
الفرق كبير جدا بين الوطنيين و صناع الفتنة . فالوطنيون مشغولون جدا بالوطن سلامةً و معيشةً . و المفتنون مشغولون جدا بصناعة التشظي المجتمعي و السياسي و بتغذية الحرب و النيل من الجيش الوطني و داعميه …
لا مقارنة البتة بين المخلصين المجاهدين بالداخل و بين العملاء و الخونة الهاربين المحاربين من الخارج …
الحرب أظهرت تماما من الذي للوطن و من هو على الوطن ( بلاش لف و دوران بلاش كلام فارغ ) …