سوداني نت:
الطاهر الزعيم رجل من قبيلة (الناس القيافة) اشتهر بحسن الهندام و العطور الفاخرة و السيارة التي لا تجارى. و له عضوية دائمة في مجلس إدارة النادي الرياضي الكبير، له ثلاثة من العروسات الجياد و له افتتان خاص (بنعيم الدنيا) و فجأة داهمه (الما بداوى) و دون ان ينتبه عبر السبعين فصار كثير التأسي بأبيات العباسي:
سبعون قصرت الخطي فتركنني
امشي الهوينى ظالعا متعثرا
من بعد ان كنت الذي يطأ الثرى
زهوا و يستهوي الحسان تبخترا
فلما اطال الشكوي من آلام الجسد المهيض اصطحبه ابنه الأكبر الي أخصائي شاب قادم من أوروبا و متخصص في العظام، سجل الطبيب المعلومات المعتادة عن الزعيم الذي تردد كثيرا في الاعتراف بعمره الحقيقي، اشتكي من الم الظهر فقال له الطبيب مبتسما “دي يا حاج من السبعين” و اشتكي له من الركب فأردف “دي يا زعيم من السبعين” و اشتكي له من آلام الاكتاف و العنق فقال له “دي يا سيد طاهر من السبعين” فلما اكمل الزعيم شكواه و لم يغير الطبيب تقيمه باغته الزعيم (بكف جامد) وسط دهشة ابنه و ارتباك الطبيب و صاح بصوت غاضب و ساخر ” دي يا دكتور مني انا ما من السبعين”.
و الحكاية تزكرني الفحص السياسي الراهن، فالشعب يسأل عن غول الغلاء و دكتور قحط يجيب في تكرار ممل “دي يا محمد احمد من الدولة العميقة” و يسأل عن أزمة بطالة الشباب و قلة التدريب و انسداد الأمل فيجيب “دي يا محمد احمد من الدولة العميقة” و ماذا يا دكتور عن أزمة المواصلات و اكتظاظ الشوارع بالحيارى المنتظرين فيجيب الدكتور في ابتسامة بلهاء ” ما قلنا دي الدولة العميقة” و ماذا عن تعثر الجامعات و الميزانية و شيطان الدولار و تجديد العقوبات الدولية “قلنا الف مرة دي من الدولة العميقة” و ماذا عن الانفلات الأمني و الأوبئة و انحطاط الخدمات الصحية و استشراء الفقر “و أيضا هذه من الدولة العميقة” و ماذا تقول عن أزمة الخبز و الوقود و الحركات المسلحة و الولايات فيرد الدكتور في ضجر “دي من الدولة العميقة، فلا ترهقني بعدها بالسؤال” هنا لم يتمالك الأغبش المسكين أعصابه فسدد بيمناه صفعة تاريخية علي الخد (الأيسر) لدكتور قحت و قال بصوت ساخر و غاضب و حزين “دي مني انا صاحب الحقيقة و ليست من الدولة العميقة” و أضاف الشفاتة هتافا جديدًا “كفتوك كفتوك يا(…….)،ثورة”
حسين خوجلي