سوداني نت:
إن إستعمار الدول والشعوب أصبح محوره الجوهري هو الجيش لأنه يمثل العقد الوطني ووحده البلاد وتماسكه فبدأ المخطط الماسوني عبر عملاء الداخل إلدعوة الي إعادة هيكلته ثم ضربه معنويا (معليش معليش ماعندنا جيش) ثم إتهامهم بولائهم للكيزان
فقد وجد الجيش نفسه في قفص الإتهام من مدعي الثورة حتى قادنا بعض مدعي الثورة والناشطين الي هذا المصير دون وعي وإدراك للخيانة التي كانت تحاك من قبل عملاء الإستعمار
فبعد أن وجدت قواتنا التسليح الكافي واكتمل بناؤها النفسي والبدني وإعدادها من كل النواحي ووعي آخرين الدرس بعد فوات الأوان بدأ التشكيل المجتمعي بإسم المقاومه الشعبيه المسلحه وسارعت القوات بتنظيم الصفوف
وأدارت قواتنا المعركة بإستراتيجية ومهنية وعقيدة أرستها في قاموس العلوم العسكرية والأكاديميات في العالم سيكتبه التاريخ من جديد
وقد انفتحت قواتنا في كافة مسارح العمليات استطاعت خلالها وفي ساعات أن تستلم أهم كباري العاصمة وتوغلت إلى وسطها وقد تغير الكثير في موازين الحرب
حاولت غرف المرتزقة وجناحهم السياسي من تحويل هذا الإنتصار والطوفان الجارف بأن البرهان هو من يقف حائلا لفك اللجام للتشكيك ولخلق عدم الثقة في الجيش ولايعلمون بأن الجنرال اطلق العنان ورسم الخطة ووقف على كافة ترتيبات الطوفان الجار ليقود من منصة الأمم المتحدة معركة دبلوماسية أخرى
الآن فإن العودة إلى مفاوضات جدة أصبحت من الماضي فلا الزمان ولا المكان ولا المعطيات أصبحت ذات جدوي وللإرادة الشعبية شروط جديدة تنطلق من الموقف العملياتي والميدان لأي مفاوضات
فتاريخ الخميس ٢٦ سبتمبر ميلاد عسكري جديد غادر فيه الجيش ثكناته وانفتح على جميع المحاور وعاش كل الشعب لحظات من الفرح والإبتهاج والتوجه دعما وسندا لقواتهم
وقد يتساءل الكثيرين ما القصد من هذا التحرك المفاجئ هل للكسب السياسي أولتقوية الجانب التفاوضي ام خطة عسكرية لإنهاء الحرب وحسم التمرد فكافة المسارات متاحه الآن ويبدو أن مركز القيادة والسيطرة وهيئة العمليات أطلقوا شارة الإنطلاق والطوفان المدمر
وفي ذات المسار فإن خيار التفاوض سيظل مشرعا وفقا لمواثيق المنظومة الدولية ولكنها ستكتسب نقاط قوة وجرأة وثبات لأي تفاوض لذا فإن شرط خروج المليشيا من بيوت المواطنين أصبحت أمرا ثانويا بعد تجريعهم هزائم ساحقة واستسلامهم وهروبهم
فالجيش في وضع يمتلك فيه اليد العليا وزمام المبادرة وهذا أهم مافي هذا التحرك
فلم يكن الإعداد والوصول لهذه الخطوة سهلاً وللمشككين من الغرف الظلامية مدفوعة الأجر فإن فاعلية عدم التمسك بالأرض كانت خطوة متقدمة حتى ظن المرجفون ضعف الجيش وبقيت كل معسكرات الجيش متماسكة وصامدة رغم الحصار المطبق عليها واستطاعت أن تدافع عن نفسها وترد المعتدين مئات المرات وتدحرهم في معارك المهندسين والمدرعات والقيادة العامة فكان إمتصاص الصدمة ثم الحفاظ على مصادر وقوات الجيش ثم ضرب القوة الصلبة
ثم التكتيك لشل الحركة والتكيف مع القوة الضاربة للتمرد ثم قطع التواصل بين القيادة والقاعدة وتكتيكات الإنسحاب من المواقع العسكرية كلها مبنيه على تخطيط وتنظيم وعمل إستخباراتي عالي وتقديرات للموقف العملياتي فلم يتجه الجيش الي مجاراة المليشيا في حرب المدن الي أن تحول الجيش إلى مرحلة الهجوم والمبادأة والمبادرة وهي المراحل الأخيرة لنهاية التمرد بإذن الله
وإستطاع الجيش النجاح في عملية تكتيك الاستدراج إلى أرض المعركة فأضحت تستدرج قوات العدو إلى ساحاتها التي تعرفها جيداً كما حدث في المدرعات الأمر الذي أضعف قوات المليشيا لحد بعيد وأفقدها الآلاف من مقاتليها
ثم فتحت الأبواب لعشرات الآلاف من المستنفرين الذين تلقوا خلال فترة العام والنصف تدريباً جيداً ومتقدما إضافة إلى آلاف من المجاهدين الذين سارعوا بالانضمام لقوات الجيش ثم كان ميلاد المقاومة الشعبية المسلحة وأخيراً خرجت قوات الحركات المسلحة من الحياد إلى ساحات القتال المباشر مع الجيش فانشأت ماعرف بـ(القوات المشتركة) التي صنعت الفارق في غرب السودان وصمود الفاشر الأسطوري
وفقدت الدولة أكثر من ٨٠% من مواردها فأصبحت تواجه عدواً مدججاً بالسلاح وخزائنه تفيض بمليارات الدراهم َوكافة أنواع الاسلحة المتقدمه وكل أنواع الإمداد
أخيرا إستطاع قواتنا المسلحة إعادة التوازن وأخذ زمام المبادرة بعد أن إمتلك كافة أنواع الأسلحة المتنوعة والمتقدمة والإسناد البشري الكبير وستتغير كافة المعادلات بصورة متسارعة خلال الأيام القليلة القادمة وسيعود الوطن أكثر قوة وتماسكا ووحدة نسيجه الاجتماعي وماذلك على الله بعزيز .