د. عبدالكريم محي الدين يكتب: امريكا صاحبة مشروع القرون في البلاد فاين المشروع السوداني من مشروعها ؟
سوداني نت:
لا شك أن الولايات المتحدة الامريكية و حلفاءها الغربيين و تابعيها العرب أصحاب مشروع في الشرق الاوسط و في افريقيا لا حياة لهم دونه و لا سوق لهم غيره و لا قوة لهم خلافه و لا ريادة و لا سيادة و قيادة للعالم بدونه …
إذ أن هذه المنطقة هي المال و البترول و الذهب و المعادن النفيسة وهي المورد الخام من جميع احتياجات التصنيع و البيع وهي المورد الخام من البشر ذاته …
فالغرب يسعى لها و الشرق …
فاذا كان السودان اهم دول المنطقة المعنية و أغناها موردا و أقلها كلفةً فهل ستتركه امريكا دون تطويع ؟ …
قول واحد …
الامر الثاني إن شعب السودان شعب مسلم يؤمن بأن الدين الاسلامي يصلح لسياسة البشر و يصلح لبناء العلاقات السياسية و الاجتماعية بين جميع الاديان و بالتالي يصلح لأن يكون دولة ً و ذلك ما يعارض المشروع الامريكي ايضا ( قيادة العالم الاسلامي ) …
الامر الثالث ان السودان يمتلك موقعا جغرافيا و يمتلكك موارد تجعله ينفلت وحده عن بيت الطاعة الغربي و تجعله يبني نفسه اعتمادا على ذاته بعيدا عن ما يسمى بالمجتمع الدولي ( العصابة الدولية ) و ان تركه الغربيون سيكون ( سابقة ) تقتدي به دول اخرى أو تتمحور حوله ما يكون مهددا لامريكا و محاورها و تابعيها …
و الرابع و الأهم وهو التسابق الشرقي نحو السودان فالصين تسعى له موارد و تجارةً و روسيا تسعى له شراكةً استراتيجية ً كبرى و ايران تجتهد لبناء علاقاتها معه لتكتمل دائرة حلقاتها حول الخليج …
فالسودان في هذا الظرف العالمي هو ( أم العروس ) الكل يسعى لها و لكن يختلف السعي …
الامريكان و الغربيون لا يعرفون الا لغة القوة و الخبث مع الدول الضعيفة و لا يستحيون أبدًا من ازدواجية المعايير لصلفهم القوي و لتعودهم سرعة استجابة تلك الدول …
الشرقيون جميعا يعترفون بالمصالح المشتركة و ان قدموا مصالهم فهم اقل استغلالا من الغرب و اقرب عقلانية منه و اكثر رحمةً ايضا فما الذي يمنع من تقوية العلاقات بهم …
أرى أن الفرصة اتت من ذهب للسودان ( أم العروس ) فعليه أن يتمرد تماما على الغرب الغاصب و على العرب الجبناء ( من جرب الحرب حلت به الندامة ) و عليه أن يضع مشروعه المتكامل مع روسيا و حلفائها و أول الاتفاقيات التي يبدأ بها هي اتفاقية الدفاع المشترك ثم بناء شراكات كبرى في كافة المجالات مع الشرق . تجعله يدافع عنها حال أية مهددات حتى لو قامت الحرب العالمية المئة…
حان وقت المشروع السوداني و إنى لأرى به البلاد تخرج بجناحات المجد في قمم العلا …