سوداني نت:
احتكر الغربيون جميع الوسائل التي تمكنهم من احتلال الشعوب و ابتكروا وسائل احدث لاستغلال الامم فاستخدموا التكنلوجيا و الاموال لتحقيق ذاك الهدف بكل احترافية و مهنية علمية …
دخلوا لكل بيت و سكنوا في كل عقل و هيمنوا على عواطف و سلوك الشباب من الجنسين خاصة الشباب العربي و الافريقي …
اجهزوا على الكتب و الصحافة فادخلوها أرفف المكتبات و أدراج الطاولات حتى لا تساهم في المحافظة و حفظ القيم و حتى لا تكون العلمية هي المرجعية للشباب …
و أحلوا الميديا محلها و المعروف عن الميديا أنها وسائل اعلام واسع الانتشار دون رقيب و حسيب تكثر فيها الشائعات و الاكاذيب و الاتهامات و يكثر فيها البهتان و التضليل و التغبيش و التشكيك وفوق ذلك كله خلط الحقائق بالتزوير و عجن السم بالدسم …
و الأغرب من ذلك كله جعلوا في فضاءات الميديا قنوات اعلامية و جعلوها هي المرجعية لقنوات رسمية تأخذ منها البيانات و الخبر و غسلوا تزوير الحقائق في وسائط و قنوات اعلامية أخرى أكثر رسمية و موثوقية …
فعندما يأتيك الخبر بصورته الاخيرة يأتيك و قد استوفى كل شروطه في التوثيق و المرجعيات و ما عليك إلا أن تأخذه حقيقةً غير قابلة للشك …
بتلك الطرق ساووا بين الجيش السوداني و المتمردين عليه . و بتلك الطرق جعلوا حرب السودان بين جنرالين اثنين فقط . و بتلك الطرق ضللوا الرأي العام العالمي و أعلوا من شأن القتلة المجرمين . و قتلوا حقوق المظلومين من الشعب السوداني . و افسدوا حقائق التقارير الاممية التي تدين مليشيا و مرتزقة الدعم السريع بل خلقوا من الأموات أحياءً و من الضحايا ظالمين …
و الآلة الاعلامية التي انتهجها الغرب في حرب السودان لم تجئ هكذا وليدة الصدفة و إنما هي خطة إعلامية متكاملة و شاملة وضعت مع توقعات كافة سيناريوهات الحرب لتجعل من هزيمتهم نصرا و من الحقيقة مهما كانت ( لهم أم عليهم ) حقا واقعا و صدقا موثوقا …
و بالحرب الاعلامية على السودان احتلوا شواغر لم تكن لهم . و حيدوا قوىً لم تكن لهم . و استقطبوا أخرى أيضا لم تكن لهم . و بكل المقادير و للأسف انتصروا في هذا النوع من الحرب …
و إذا كان للاعلام فضاءات ووسائل و مرجعيات فإنني أقول لم يحتكروها فحسب بل احتلوها احتلالا كاملا كاملا و يا أسفي …