سوداني نت:
كثير من التساؤلات تتبادر الي الاذهان حول ماهية الاساس الفكري لصناعة مجتمع سياسي فعال ويظهر ذلك جليا من خلال تشخيص الاشكال لجدلية قضايا الدين والدولة و من خلال الوقوف علي الفكر العلماني و الفكر الاسلامي في صناعة السلطة السودانية وتاثيرها علي المجتمع السياسي من زاوية والمجتمع الثقافي والاجتماعي من زاوية اخري
* فالناظر الي الحياة السياسية السودانية نجد انها
تتاثر تاثيرا كبيرا بنظام الحكم في السودان تاريخيا وحديثا من خلال تحليل الانظمة البرلمانية السابقة والحالية لايجاد فكر سياسي قوي ينبع من القيم والاخلاق السودانية السمحة
* حيث نجد ان بنية الدولة المركزية الفوقية هي بنية تسلطية علمانية راسمالية دنيوية ارسي اركانها الاستعمار الانجليزي وقد تعارضت مع قيم واعراف وتقاليد اهل السودان فاوجدت عدة مظاهر متناقضة في الحياة السياسية السودانية اهمها :
– فقدان النظام السياسي للدولة المركزية الشرعية السياسية بالمعيارة مع المرجعيات الثقافية السودانية( ظهرت هيمنة النظام علي ثقافة وقيم المجتمع).
_ أشكال غياب العدل الاجتماعي لغلبة التوجهات الراسمالية الغربية علي نهج السياسات الاقتصادية المتبعة في دولة ما بعد الاستعمار .
– تناقض الهويات الجامعة للمجتمع السوداني الموجهة لوجهة الدولة وسياستها الكلية فظهرت ازمة الهوية السودانية في تجليتها الحادة ممثلة في استمرار الحروب الاهلية حتي الان .
* وظهرت تطورات الاشكاليات المذكورة ان النخب العلمانية المصنوعة في السودان مابعد الاستقلال (مؤتمر الخريجين- خريجو كلية غردون – نظام السيدين – طلاب البعثات التعليمية – منظمات المجتمع المدني) التي رعاها ويرعاها المستعمر في شكله القديم والجديد باحزابه السياسية ومنظمات المجتمع المدني قد راهنت علي المحاكاة البلهاء والتقليد الاعمي لنظام الدولة المركزية العلمانية في اوربا كمدخل اساسي لتحديث الاوضاع السياسية والاجتماعية في السودان
* من خلال ماذكرت نجد اننا نحتاج الي البناء السياسي والأساس الفكري الذي يصنع مجتمع سياسي فعال وحقيقي بالتاكيد علي قاعدة النظام السياسي (التنظيم السياسي والهياكل الحزبية) والمشاركة السياسية التي تدعم العملية السياسية في السودان وفق رؤية استراتيجية ورؤي مستقبلية لواقع سياسي افضل
🌹 دمتم