سوداني نت:
جلست أتأمل ما يجري للسودان و السودانيين من عدوان لم يشهده تاريخ الأمم ؛ سطو مسلح ، تهديد ، ترويع ، اغتصاب ، سلب ، ضرب ، نهب ، سب ، شتم ، إهانة ، ذلة ، إفقار ، دمار ، تجويع ، قتل ، سحل ، حرق ، تعذيب …
كل تلك الصور و الحوادث و الأفلام تجري تماما على عين الإشهاد و على عين العالم و عدسات الكامرات بل مع سبق الإصرار الإعلامي و النشر في الميديا و التلذذ بالفظائع و التندر بها …
فافترضت ماذا لو قام بتلك الأفعال الإسلاميون ؟؟؟
أتتني صورة الاعلام الغربي يبثها في كل قناة و موقع و يكررها في كل دقيقة و لحظة و يعيدها على لسان كل محلل و باحث و قارئ …
تخيلت تصريحات مجلس الأمن النارية و الفورية التي تدعو لعقاب الفاعلين عقابا رادعا و سريعا جدا و تحرم الجلوس معهم و التفاوض إليهم و تصدر عقوبات فورية على كل من عاونهم أو تعاطف معهم أو صمت عن إدانتهم و رأيت هذا المجلس يقفز دفعة واحدة متعد كل الإجراءات إلى البند السابع فيصدر قراره بالإجماع لمحو الإرهاب و التطرف …
الأمريكيون على الفور يحركون أساطيلهم في البحر و قواعدهم في البر و أصدقاءهم في الجوار و تكنلوجيتهم في السماء و منظماتهم في كل مكان . لمعاقبة الظلمة فردا فردا و مطاردتهم بيت بيت حارة حارة زنقة زنقة …
و رأيت بأم خيالي أن الجامعة العربية تنتفض و تعقد غرف عمليات على مدار الساعة . رأيتها تستنهض أموال الخليج و زعماء الأفارقة و تستغل المغتربين السودانيين و تجمع كافة الناس لسحق المسعورين و إزاحة كابوسهم …
و يقوم الاتحاد الأوروبي بدوره الإنساني الحقيقي فيتصالح مع روسيا و الصين و يوقف الحرب الروسية الاوكرانية و يستعيد عضوية بريطانيا و يحل المشكلة الفلسطينية . ذلك من أجل وحدة عالمية بأكمل الاوجه و أسرع الطرق لمواجهة الإرهابيين في السودان …
و تصرح دول الترويكا و تصرخ في العالم : لا يمكن السكوت لحظةً واحدة على ممارسات المتوحشين الإرهابيين . لا يمكن أن يتعدى ذلك أربعة و عشرين ساعة . فقد يبيدون الشعب بأسره و يستعبدون من يستبقون …
و تبدأ الإمارات في ضربات استباقية سريعة على مواقع الإسلاميين داخل السودان و تامر بالقبض على رموزهم في كل مكان في العالم و تحرم التعامل معهم و تجرم الاتصال بهم …
ما يحصل من المتطرفين الدواعش هذه المرة يوحد العالم بأسره ؛ مشرقه مع مغربه ، رأسماليته و اشتراكيته ، كتله و دوله ، منظماته و منظوماته …
تخيلت ما يحل بالإسلاميين في ظرف يوم واحد فقط من الحادث ؛ إبادة مشروعة و استباحة وفق التعليمات ، يقتلون وفق النشرة الدولية و تحرق كتبهم وفق القانون و تصادر ممتلكاتهم و بيوتهم ليس في السودان فحسب بل في كل مكان من العالم جراء الوحشية التي ارتكبوها في بلادهم . و لن ينجو منهم هذه المرة حتى قوش ذاته و نفسه و شحمه و دمه …