سوداني نت:
إنها الحرب المكروهة ظاهرا و باطنا و التي وجدنا فيها خيرا كثيرا . إذ استدركنا ما فاتنا و تعلمنا ما لم نكن نعلم و عرفنا ما جهلنا …
و بقي أن نستقيم على ما استدركناه و تعلمناه و عرفناه …
و المستدرك هنا ما فات على دراساتنا السياسية و المجتمعية و الاقتصادية وفات على تقييمنا و تقويمنا عمدا او سهوا و ما ساهمت في عدم كشفه العواطف و الأطماع و الخيانة و العمالة و جهل المتعلمين …
و تعلمنا من الحرب دروس الوطنية الرقيقة و الدقيقة تعلمناها ليس بعد جهل و إنما هي دروس جديدة لم يسبقها الجهل بقدر عدم العلم فالعلم لا تسبقه الجهالة مطلقا وهو صفة لله العالم العليم …
و عرفنا بعد جهلنا ( و المعرفة يسبقها الجهل ) أننا كنا على الطريق الخطا و على الخلق الخطأ و على الخطل من ممارساتنا السياسية و طرائق إدارة الدولة و تداولها …
فحسبو عبدالرحمن رجل خائن وقد كان اسلاميا . و حميدتي خائن وقد كان فلوليا . فالخيانة ليس لها جنسية و لا لون سياسي …
أما العمالة فلها لون ديني يضاد الاسلام و لون وطني يحارب الأوطان و لون اجتماعي يبغض المجتمع و يشيع الكراهية و يشعل الفتن و دونكم عملاء الغرب الذين هربوا من السودان فور اندلاع نار الحرب التي أوقدوها مع سبق الإصرار و الترصد …
و حتى أحزابنا السياسية أسقطها امتحان الحرب و فشلت تماما في حقن الدماء و المحافظة على الوطن و القيم الوطنية و تبعتها واجهاتها ( الترلاوية ) إذ لم يفتح الله عليها بايجاد معادلة تحسم المعركة لصالح الوطن و القيم و الكرامة …
ما يحاجه الوطن أولا الكفر الصريح بما يسمى بالقادة السياسيين الذين أججوا الحرب و الذين تفرجوا عليها و الذين جبنوا عندها و الذين هربوا وقتها و الذين يريدون دمدمتها دون عقاب رادع لمن أوقدها …
ما يحتاجه الوطن ثانيا قبر الأحزاب و الجماعات و التيارات السياسية فقد استوفت غرضها و ادت مسئوليتها تماما في احراق البلاد و تمزيق المجتمع و تفتيت الارض …
ما يحتاجه الوطن ثالثا و رابعا و اخيرا بناء الوطن داخل الضمير و ايقاد الغيظة داخل العقول و إحياء الصدق في النفوس و بعث الخير حتى تنتشر الخيرية و يكون السودان هو القبيلة و الجنسية الكريمة و يكون هو القبلة و الطهارة و العزة …
لن يلدغ السودانيون من جحر الحرب مرة اخرى إذا استلهموا العبر و تعلموا الدروس فسحقا للعملاء الذين لا يتعلمون و سحقا للجهلاء الذين لا يعرفون و حسرةً و ندامةً للأنعام الذين لا يستدركون و الخيرية التي تكمن في المكاره هي يقام الامر على الحق و العدل الغائبين …