سوداني نت:
عندما يكون كل مهم السياسي هو الوصول الى السلطة و بأي ثمن ووسيلة فيعمل على تدمير الزميل الآخر و يكذب على اتباعه و يراوغ عضويته و يهادن على حساب المبادئ و القيم و يخاصم على المصلحة و الكسب فيخالل عدو وطنه و يحارب ابناء وطنه و ينسى واجب وطنه …
و عندما يكون العسكري في هم المكسب الذاتي و في خدمة رؤسائه مهما جانبت الحق و عندما ينسى واجبه الوطني و قسمه لله و البلاد و يبقى خادما لأجندة تصادم ذلك العهد و القسم و تصطرع مع المصالح العليا …
و عندما يكون هم الموظف في الخدمة المدنية هو كيفية الحصول على حاجته اليومية من مأكل و رفاه و ينسى واجبات الخدمة و متطلباتها و ينسى قيمها و مسئولياتها …
و عندما يتضاءل تطلع الزارع و يتقزم الى مأكله و مشربه و ستر حاله …
و عندما يلتهي الصانع في كيفية الغش و تحقيق المكسب الزائف فينصرف عن الجودة الى الطمع و عن القناعة الى الجشع …
و عندما يكون هم الراعي هو صرف يومه و انتهاء شهره دون إشباع رعيته و دون جودة مسئوليته و دون أخلاق واجبه …
و كذا عندما يودي الطالب يومه في الفصل بكل ممل و تضجر و لا مبالاه فيخرج من الدرس كما دخل و يخرج من بيئة الدراسة كما عاد …
و عندما تكون ربة المنزل همها الثرثرة و قتل الوقت مع جاراتها فقط دون تخطيط لتكييف حياتها و صناعة أجيالها و الاهتمام بزوجها …
و عندما يروح الزوج و يغدو لمنزله بلا رؤية لمستقبل أطفاله و تطوير حياته و تطويع واقعه لغد مشرق …
و عندما يكون كل المجتمع في هيصة من أمره و يغلب عليه الهرج و المرج و ضياع القيادة و انعدام الخطة و الرؤية و غياب الإدارة المجتمعية و ابتعاد الروح الدينية على حياته العامة …
عندما يكون شعب دولة ما بهذه الكيفية فقد فقدت البلاد أصول الإنتاج و قواعد التنمية و عاشت على استهلاك القيم و الأصول التي ورثتها من الأجداد و عاشت جياةً كلها تراجع في تراجع و تردي في تردي و تخلف في تخلف و صراع على صراع …
و لا علاج لهذا الخلل إلا بقيادة ملهمة و حكومة منسجمة متجانسة تضع تلك العلل المجتمعية تحت دراسة علمية و منهجية تبداً بها مراحل الاصلاح و تضع بها منصات التنمية البشرية قبل المادية و تنتهج بها دستورا ينتظم النفوس قبل الشخوص …
فهل ما نقرأه من إطاري و نهائي و ما نراه من واقع يتلمس تلك العلل و يخاطب قضاياها ؟ أم يزيد تعقيدها و يضيف مزيدها ؟ اللهم كن للسودان …