سوداني نت:
أصبحت بعض مواقع الميديا الإلكترونية عبارة عن منصة تحريض ضد السودان، وبتحليل مخرجات هذه المواقع يتضح أن هناك منصات تعمل بإحترافية وتقنيات تدل على أنها تتلقى دعم تقني وتمويلٍ ماليِّ ولوجستيِّ من جهات تريد استغلال البلبلة لتمرير أجندة هدامة وفق خطة إعلامِيّة مدروسة يقف وراءها خبراء محترفون، كما في حالة (فيديو الصراف الإلي) والذي تم اختياره بعناية ويتضح ذلك من عمل المونتاج وتقطيع بعض المشاهد وبترها ليبدو الفيديو وكأنه قد حدث في السودان.
لكن المشكلة الحقيقية لهذه المنصات أن هدفها الرئيس هو استخدام الشائعات لمنع ظهور أي توافق وطني أو مصالحة سياسية، وهنا تكمنُ خطورة هذه المنصات والمطابخ السرية التي تتلاعب بعقول السودانيين، وتغذي رواد مواقع التواصل الإجتماعي بأشكال من التضليل والوعي المعلب.
والمؤسف أن الصحف الورقية أصبحت ناقل ووسيط لنشر هذه الشائعات والأخبار المفبركة وهذا يساهم في عملية التأثير لصناعة الرأي العام وإصطفافه ضد القرارات الحكومية، خاصة عندما تتحول هذه الوظيفة الإعلامية للصحف إلى نقل الفبركات التي تهدف إلى سلب الناس وعيهم، وبناء عالم بديل من الوهم والأكاذيب.
يزداد هذا الوضع قوة في ضوء تطور تقنيات الاتصال ووسائل الإيهام والإقناع التي ما فتئت تتحسن لإيصال الرسائل إلى العقول والوجدان مباشرة، وعن طريق التراكم وتكرار الرسائل يتم ترسيخ الشائعات والأوهام، فيصبح حجم الرسائل التي يتعرض لها المتلقي هائلاً وربما غير قابل للحصر، ليكون غارقاً معظم الوقت في هذه الفبركات والتوجيه الأيديولوجي، والتضليل أو التحريض على التنكيل بالخصوم، خاصة مع طغيان الطابع السياسي الحزبي الملوث بالإنتهازية ورائحة المال، مما جعل العديد من الصحف والمنابر أو المنصات الإعلامية مفتقرة إلى المصداقية والنزاهة.
من الملاحظ للمتابع الحصيف، أنه وفي كل الأزمات الكبرى التي تنشب بالبلاد، تنشط بشكل كبير كل آليات الحرب الإعلامية والنفسية، وخلال الثلاث سنوات الأخيرة أصبح واضحاً أن هناك حرب سيبرانية موجهة ضد السودان وضد الجيش وقيادته، وعادة ما يتم في هذه الحرب إستخدام آليات وأساليب مضللة للوعي السوداني حول ما يجري من أحداث، مثل تحريف تصريحات المسؤولين أو السخرية منها، وإنتهاج الخطابات التهويلية والكذب، وتزوير الأحداث وفبركة الأخبار بحيث يتم إضعاف الطرف الآخر وإسقاط مصداقيته أمام الجمهور، وأكثر من يجيد أساليب هذه الحروب التي تم استخدامها خلال العقود الماضية هي أمريكا وإعلامها ومؤسساتها الاستراتيجية والبحثية وبعض القوى الكبرى في الاتحاد الأوروبي.
إلى جانب بريطانيا، وحالياً تبدو بعض منصات الميديا الإلكترونية السودانية وكأنها مستنسخات أمريكية وبريطانية للتأثير الفكري والنفسي على كل من تواجهه أو تريد تغييره كنظام أو التأثير لكسبه، وهذا هو إسلوبهم الذي لا يخفي على خبير.