د. عبدالكريم محي الدين يكتب: ندامات السيد النائب الأول -2 – التحالف مع قوى الحرية و التغيير
سوداني نت:
بعد أن ندم سعادة الفريق اول محمد حمدان دقلو على إنجازاته مع النظام السابق بانتصاراته في حروب دارفور و كردفان و بإخماده الثورات المتعددة في العاصمة القومية و الولايات بعد ان ندم على كل ذلك انضم الى ثورة ديسمبر المشهورة …
و الحقيقة ( و الحق يقال ) أن حميدتي لم ينحاز الى الثوار بقرار منه منفردا حتى يحسب له كإنجاز خاص و انما كان الانحياز للثورة هو قرار اللجنة الأمنية آنذاك والمكونة من الجيش و جهاز المخابرات و الشرطة و الدعم السريع بقيادة رئيسها الفريق أول أحمد عوض بن عوف الذي اصبح بموجب ذلك الموقف رئيسا للسودان لمدة يوم واحد فقط …
عندما اكتشف الفريق حميدتي أن قوى الحرية و التغيير قامت بتوريطه و اتهامه صراحة بفض اعتصام القيادة العامة و أنها أصبحت تستخدم تلك الحادثة كرتا ضده ، لم يخف عداءه لتلك القوى السياسية و ندم على تحالفه معها فظل يهاجمها بسوء الإدارة و التدبير سوء الأخلاق و البعد عن الدين . حيث ذكر في إحدى خطبه ان الجنيه السوداني في عهدها انهار أمام الدولار من ( 63 ) جنيه للدولار إلى ( 463 ) جنيه للدولار الواحد . و عدد في خطبة اخرى التدني الأخلاقي و القيمي حتى قال : ( الدين خط احمر ).
و كخطوة عملية على ندمه شارك مشاركة فاعلة في الخطوة التصحيحية التي قام بها الجيش مع الإدارات الأهلية و الحركات المسلحة و جبهة واسعة من القوى السياسية في الخامس و العشرين من اكتوبر من العام 2021 م . حيث قضى بتلك المشاركة على حكومة أربعة طويلة ( حزب المؤتمر السوداني ، حزب الامة ، التجمع الاتحادي و حزب البعث العربي الاشتراكي ) مما دعاهم لإثارة الحديث عن تجاوزات حميدتي و فتح ملفات فض الاعتصام واستثمارات الدعم السريع بمناطق التعدين و تهريب الذهب السوداني و علاقة حميدتي بفاغنر الروسية . قاصدين الإيقاع بينه و بين الغرب العالمي و تعريته أمام الشعب ليصلوا من بعد ذلك إلى مساومة معه او المواصلة الحرب الإعلامية …
فهل نجحت أحزاب أربعة طويلة في تكتيكها مع حميدتي و ضمه إلى صفها و سياقته لإعلان ندمه على الانقلاب عليها ؟ هذا ما نتناوله لاحقا و نواصل …