سوداني نت:
أشجع الناس من يعترف بذنبه و يعتذر لغلطه و يتوب من معصيته و يحمد لسعادة الفريق اول محمد حمدان دقلو أنه أول القادة الذين يعترفون بالخطأ و يرجعون إلى ما يعتبرونه صوابا . في هذه المجموعة من المقالات نتعرض لندامات السيد النائب الأول التي دعته لتغيير مواقفه و تحول اتجاهاته …
و أذكر عندما شن زعيم حزب الامة و رئيس طائفة الانصار الصادق المهدي عليه رحمة الله هجوما على حميدتي اتهمه فيه بارتكاب جرائم في دارفور قام المشير البشير بإيداع السيد الصادق سجن كوبر و فتحت ضده مواد تصل عقوبتها الإعدام …
و برغم من أن اتهامات الإمام الصادق المهدي لها ما يسندها من حيثيات و مرتكزات حقيقية ترقى للتحقيق و التحفظ على المتهم و لكن بقدرة القربى و المحبة حبست السلطات الزعيم المهدي استجابة ً لطلب المتهم بتوقيف المتظلم …
و لا يخفى على أحد دلال البشير و حبه لحميدتي فعندما اختلف الأخير مع والي ولاية شمال كردفان مولانا أحمد هارون لم يعمد البشير الى التحقيق في الاختلاف ليحكم على عامليه ولو بتوبيخ المخطيء بل استجداهما للمصالحة و دخل بينهما وسيطا مصالحا مما يدل على الحب و العاطفة التي طغت على المسئولية الإدارية وولاية السلطان …
ما كان البشير يسمع أي تظلمات ضد قائد الدعم السريع رغم كثرتها في العاصمة و الولايات حتى اصبح الدعم السريع بعبعا يخيف الشباب في كيفية حلاقة شعره و يخيفهم في تجمعاتهم و نواديهم و في احتجاجاتهم و ثوراتهم …
و من دلال الحب اصبح الراتب الشهري للجندي في الدعم السريع يفوق مرتب الضابط في القوات المسلحة و يفوق مرتب الضابط الأمني و ضابط الشرطة …
فسبحان مغير الأحوال أن ندم حميدتي على حب البشير له ، و ندم على صناعة الإنقاذ له ، و ندم على انتصاراته للإنقاذ و إنجازاته للوطن . و بغض النظر عن الحكم الأخلاقي لهذه الندامات فهل هي ندم حقيقي أم هي مبررات سياسية لاستمرار المصالح و إشباع الذات ؟ و نواصل