سوداني نت:
في المقام السابق تحدثنا عن المعنى الأول من المادة ( 1-1 ) الواردة في الاتفاق الاطاري الموقع بين المكون العسكري و ( جماعة ) – اقصد هذه العبارة – الحرية و التغيير المجلس المركزي و التي تقول : ( وحدة وسيادة السودان ومصالح البلاد العليا تسود وتعلو على أي أولويات اخرى ) …
إذ أثبتنا بالوقائع و الأحداث أن أطراف هذا الاتفاق قد أخلت بهذه المادة حيث سمحت بانتهاك سيادة البلاد بل و تعاونت مع عديد من السفراء و المبعوثين الدوليين و الأمميين في انتهاك السيادة الوطنية مما شكل تهديدا مباشرا للوحدة و الاستقرار …
و استكمالا لتعدد انتهاكات مادة الاطاري الأولى في فقرتها الأولى من المبادئ ( يعني الانتهاك بدأ من بسم الله الرحمن الرحيم و في المبادئ الاساسية كمان ) نذكر هنا التعدي المتعلق بعلو مصالح البلاد العليا على أية أولويات أخرى …
فهل هنالك أولى من قبول الأطراف السياسية لبعضها و تحملها و صبرها على بعضها لأجل مصلحة البلاد العليا ؟ هل هنالك أولى من صناعة الاستقرار ؟ …
للاسف و للاسف الشديد قد ظهر جليا و عمليا عدم قبول الأطراف لشركائها في الوطن و أنها لم تسع مطلقا لاستقرار البلاد بل تمترست في خنادق الكراهية و الأنانية تصب نيرانها فوق رؤوس التيارات السياسية الأخرى كأن الوطن ملكها وحدها دون الآخرين …
حيث اتخذت ( جماعة ) الحرية و التغيير المجلس المركزي موقفا اقصائيا يعزل السواد الأعظم من المشاركة السياسية و لم تقبل هذه الجماعة القليلة مشاركا لها إلا جبريل و مناوي في شخصيهما فقط بل ترى أنها هي وحدها صاحبت الحق في إدارة البلاد و ما سواها يستحق السحق و المحق …
هذا المنطلق بالتأكيد ينطلق من منصة الأنانية و الكراهية و سيادة المصالح الدونية و بالتالي يثير الفتن و يشعل الحروب و يزيد البلاد اضطرابا فيمكن الأجندة الأجنبية و يطيل من أمد اللادولة …
فقطعا هذا التصرف لا يصدر من مسئول و قطعا لا يفعله مدرك يعي المخاطر المحدقة بالبلاد و التحديات الماثلة أمام التحول الديمقراطي و بناء موسسات القرار الناضج و المستقبل الواعد …
و بالتالي يعد انتهاكا خطيرا للمبادئ الاساسية و تعديا خطيرا على مصالح البلاد العليا و تهديدا مباشرا لوحدة و استقرار البلاد …
فمتى تعي جماعة المركزي انتهاكاتها للمواد التي تخطها بيدها و متى تدرك خطا ممارستها المدمر و متى تستدرك رشدها ؟ . فيا أيها الشعب السوداني ان لم تنته هذه الثلة فورا عن ما تعمل و ان لم تمسك بصوابها و تعمل بعقل الحكمة فهي العدو الأول للوطن و يجب أن يسفع بناصيتها الخاطئة الكذوب …