سوداني نت:
كان يمكن لدول الترويكا و حلفائها العرب سحب البساط من تحت اقدام الكيزان بكل بساطة و يسر ثم اقتيادهم جميعا الى المشانق برضا السودانيين كافة …
كان يمكن لتلك الدول تبني قيم و أخلاق و دين الشعب السوداني و قيادته بها الى حيث ارادت و شاءت و رغبت و هوت . و لكنها لم تفعل برغم من ان خط الأخلاق و القيم و الدين لا يتعارض مع مصالحها البتة …
اختارت هذه الدول خطا يصنع الغبن و يفجر التصادم و يخلق التمرد و يشعل التشفي و يثير الانتقام ففرضت ما لا يرضاه شعب السودان المسلم و ما لا تقبله الفطرة و ما لا يتوافق مع العدل و ما لا يقبل الاستقرار …
لم تفرض هذه الدول على السودانيين العلمانية المرفوضة وحدها بل فرضت عليهم الاتفاقيات التي تفكك الأسرة (سيداو ) و فرضت عليهم حرية النوع ( المثليين ) و مكنت فيهم الأقلية السياسية و جاءتهم بحكام اجانب و دساتير مستوردة …
و لو قبلت تلك الدول تعديل الإتفاق الاطاري بما يحقق الحد الأدنى من التوافق لقلنا سلمت نواياها و لكنها رفضت تعديله و توسيعه و فرصته دستورا على جميع السودانيين غصبا كما صرح بذلك العملاء و السفراء …
هذا الاتفاق وضع خصيصا لصنع النزاع و تعميق الصراع حيث يجعل السلطة القضائية و التنفيذية و التشريعية في أكف معدودة من السودانيين و يجعل القرار و النفاذ تحت سيطرة ايدلوجيا مغايرة لوجدان البلاد …
و الأغرب من كل ذلك ان تدشين الفترة النهائية لمرحلة ما قبل الاطاري اختتم بأيام خصصت كلها لمناقشة كيف تقمع لجنة ازالة تمكين الثلاثين من يونيو كل مخالف و كل معارض للمتسلطين الجدد …
خمسة أيام لم تناقش الورش و المحاضرات و الندوات كيفية خرورج السودان من أزمته السياسية و الاقتصادية و الأمنية و إنما خصصت جميعها لارهاب المعارضين و ضرب الممتنعين و تجفيف الأموال الغير موالية و سحق المشروع الديني …
بماذا نفسر هذه السياسات غير دعوتها للمصادمة العنيفة بصناعة الظلم و فرض الاستعباد و الاستعمار بماذا نفسرها غير أنها هي المواصفة الوحيدة لاشعال الفتن الجهوية و الاثنية و الدينية و السياسية ؟
و المتعمق ايضا في صراع دارفور و كيفية معالجته يجدهما الاثنين معا ( الصراع و المعالجة ) صنيعة غربية بحتة سيتم استخدامها في اراقة الدماء بشكل فظيع في المرحلة القادمة …
فبالممارسة السياسية و المعارك القانونية و العدلية المعادية للشعب السوداني ، و بقضية دارفور المصطنعة و حلولها القاصرة الظالمة ، و بإيقاد نار الشرق و استغلال سواحله ، و بتدخل السفارات الغربية و العربية المستفز في الشئون الداخلية ، و بتقزيم قيادة الجيش السوداني و التدخل في كبريائه ، و بخلق الفتنة بينه و بين المليشيات الموالية له ؛ يكون مسرح الصدام قد اعد تماما لإراقة الدماء …