سوداني نت:
كنت معجبا في الجامعة بمادة علم الإعلان، زرع فينا أستاذنا الدكتور أحمد خليل حب هذه المادة بطريقة تدريسه المبدعة ! وتعلمنا منه أن علم الإعلان مرتبط ارتباطا وثيقا بعلم النفس، مرة في إحدى امتحانات المادة كان السؤال ، تخيل نفسك مديرا لشركة إعلان وطلب منك تصميم إعلان لشركة وباقي تفاصيل السؤال لا أذكرها ولكن اذكر أننى سرحت بخيالي وتقمصت الدور، وعندما ظهرت النتيجة كانت تقديرى امتياز في مادة علم الإعلان وهذا فضل من الله ، ثم مهارة الأستاذ أحمد خليل .
الان بعد (25) عاما من تخرجي من الجامعة أرجع لسؤال الأستاذ أحمد خليل واربط بينه وبين ما اشاهده من إعلانات في الفضائيات السودانية وما أسمعه عبر الاذاعات أو ما اقراءه عبر الصحف والمجلات ووسائل التواصل الاجتماعي أو عبر لوحات الطرق .
هل يخضع الأمر لتصميمات أم القصة استسهال الأمر !!
في حقيقة الأمر هناك مؤسسات وشركات وبنوك تتعامل مع الأمر
بمهنية عالية وتسلم العيش لخبازه وهذا الأمر أسهم في تطور سوق الإعلان في السودان على مستوى الشكل والمضمون رغم أن أسعار الإعلانات في السودان رخيصة مقارنة بدول الجوار ولكن حدث تطور جدير بالتوقف عنده.
بالمقابل هناك اعلانات تبعث على الملل وضررها أكثر من نفعها للجهات المعلنة واستغرب وشركات كبيرة تقوم بتركيب كلمات في ألحان اغاني وتروج بها لمنتجاتها، ولا أفهم ماهي قصة موضة الأغانى البايخة التى تطبخ على استعجال وتستخدم كاعلانات من قال أن الإعلان المؤثر يجب أن يحتوى على اغنية ؟!
وفي موجة فوضي الإعلانات لجات شركة كبيرة إلى بهدلة الفنان محمد الأمين في شوارع الخرطوم وهو يمسك عوده ويروج لشاى الشركة الردى
وفعلتها شركة إتصالات من قبل وشوهت اغنية فنان كبير وركبت فيها اغنية إعلانية بصوته!
وبنك كبير قدم من قبل فنان شعبى في اغنية بايخة نالت سخرية الناس وشوهت تاريخ البنك !
الذكاء الاعلاني مطلوب والاعلان الناجح يعتمد على خطة متكاملة وهو ليس ضربة حظ .
اطلقوا العنان للإفكار الخلاقة التى تجدد اوردة الإعلان واتركو العيش لخبازه . حتى تتطور صناعة الإعلان ونرتاح من بعض الإعلانات المهببة التى تجعل المرء يتصبب عرقا في عز الشتاء .