سوداني نت:
المادة الإعلامية التعبوية الأساسية التي تخاطب وجدان الشعب السوداني و تلامس أشواقه و طموحاته و تحقق وحدته المجتمعية و الجغرافية و تمكن استقراره حقا هي مادة الدين الاسلامي …
بهذا المادة( الخطاب ) بقيت الدولة العباسية حوالي ثمانمائة عام و الدولة العثمانية اكثر من ستمائة سنة و نشأت و استقرت به دولة السودان السنارية ما يزيد على ثلاثمائة عام و عليه قامت الدولة السودانية الثانية و هزمت به الإمبراطورية البريطانية وقطعت راس الدكتاتور غردون و كسرت صلف الإنجليز أمام العالم اجمع و على هذا الخطاب ( الديني ) استمرت الإنقاذ ثلاثين عاما برغم الحصار المضروب عليها من العصابة الصهيونية العالمية و انتصرت به الإنقاذ على التحالف الدولي في جنوب السودان و حققت به نموا اقتصاديا شهدت به المنظمات الدولية و الإقليمية المعنية بالسكان و الاقتصاد …
بهذا الخطاب انتصر ايضا الأمريكان في عام 1989م على السوفيت في أفغانستان حينما جندت السعودية المجاهدين فهزموا الاتحاد السوفيتي شر هزيمة و هي الهزيمة التي عجلت بنهايته بعد عامين فقط من ضربة المجاهدين له في المنطقة …
و المجاهدون الذين هزم بهم الغرب السوفيت هم الذين انتصروا على العنجهية الأمريكية في أفغانستان حتى ولت هاربة هي و عملاؤها من العلمانيين و المثليين …
و مصدر القوة في الخطاب الديني أنه يدعوا الى العدالة و سمو الأخلاق و رشد الحكم و اكرام الذمي و نبذ الجهوية و ذم القبيلية و يرسي قواعد الإنتاج و جودته ( عمارة الارض ) و يجعل الإنسان رقيبا على ذاته ( الإخلاص ) و يزجر النفس من التعدي و الوقوع في الظلم …
و مصدر قوته في السودان خاصة أنه يجمع الاثنيات و الجهويات المتباينة و المتصارعة في بوتقة التسامح و القبول و الرضا وهو الرقيب الأوحد على تنفيذ خطابه و لن نجد ذلك في اي خطاب سياسي او اجتماعي غيره …
فمن غشنا بالدين لم يسلبنا شيئا و الله وحده هو حسيبه على نواياه و افعاله بل و الحق يقال ان جميع الأنظمة التي تبنت الخطاب الديني منهجا سياسيا عملت به في دساتيرها القومية و قضائها العدلي فصار ثقافة في المجتمع جرت عليه المعاملات و العلاقات الاجتماعية …
فالخطاب الإسلامي هو الأنسب للسودان إذ لا رابط غيره البتة يجمع الشمل و يلم الشعث و يقضي على الصراعات و المنازعات القبلية و الجهوية و السياسية و من أراد إبعاد هذا الخطاب فقد أراد عكس نبل هدفه و سمو دعوته ( الاسلام و التسليم و الانقياد فالتنمية ) …
فأغشونا و ( غشونا ) أيها السياسيون بالخطاب الديني و حتما سنحقق مجتمعين من مقاصد الدين نصيبا كبيرا و ذلك لعمري هو المطلوب …