سوداني نت:
لا أحب الحديث باسم الشعب كما اعتاده بعض السياسيين فمن تحدث بذلك الاسم الجمعي و الكلي فقد كذب و ادعى تفويضا لم يمنح له و لكنني و بحسب من اجتمعت معهم من قيادات مجتمع مدني و اهلي و سياسي كلهم اجمعوا على ان الفترة الانتقالية انحرفت عن مسارها تماما و نحت الى العنف و التصادم ولولا قرارات الخامس و العشرين من اكتوبر التصحيحية لذهب السودان كله و اشتعل مجتمعه كله و سال دمه كله …
ذهبت الفترة الانتقالية الخاصة باربعة طويلة و من ورائها اربع اخر اطول طولا و اكبر عرضا لم ينتبه لهم كثير من الناس و قد كشفت هذه الأربع الطوال عن نفسها في استماتتها لاستعادة أربعة طويلة مع قائدهم السيد الدكتور عبدالله حمدوك …
و حتى هذه اللحظة لم يطعن فيل الأربع الطوال و إنما الطعن كله في ظله المتمثل في أربعة طويلة إذ أن أربعة طويلة ما هم إلا جنود للطول الأمريكي و البريطاني و السعودي و الإماراتي ( أربعة مهولة ) …
فمن أراد أن يجري تغييرا حقيقيا إيجابيا في السياسة السودانية فعليه ان يقصد الفيل و يترك ظله فمجموعة اربعة مهولة تعمل في السودان عملا استراتيجيا خططت له منذ عقود عديدة وقد أثمرت هذه المخططات و من الصعب ان تترك ثمارها للطير …
و أربعة مهولة لها أذرع في المنظمات الدولية و المحيط الإقليمي و لها عملاء غير أربعتها المبعدة و التي مازالت تصارع من اجل فرض إعادتها حاكما مستديما في السودان و لها القوة المالية و العسكرية و السياسية فمن المستحيل هزيمتها و تحرير السيادة و السياسة السودانية من قبضتها إلا عبر جبهة داخلية متحدة و عبر حكمة بالغة الحكمة في التخطيط و النفاذ …
و انتصار الجبهة الداخلية على مجموعة اربعة مهولة يقتضي قرارات كبيرة من السياسيين و يقتضي ضمانات واسعة للمشاركة السياسية الواسعة و يقتضي قامات مدركة و تنازلات صعبة و يقتضي اعلاما مسئولا و يقتضي مواثيق و عهودا عادلة تؤسس لشعب متماسك و لدولة مستقلة …
لست متشائما فقد تجمع المصائب المصابين و اثق بالله الذي يخرج الحي من الميت و هو الذي يهدي الى سراط مستقيم …