سوداني نت
اهتم موقع الجزيرة نت بمسئول المعدات بنادي المريخ سليمان بشير وكيف أنه تحول من عامل خدمات بسيط الى مترجم واستاذ جامعي بإحدى الجامعات السودانية عبر تقرير مطول جاء فيه:
لم تكن المصادفة وحدها من نقلت سليمان بشير (42 عاماً) من عامل خدمات بسيط بأحد أندية كرة القدم الكبيرة في بلاده السودان إلى مترجم في النادي ذاته وأستاذ جامعي في عدد من الجامعات في الخرطوم.
حياة ريفية بسيطة عاشها بشير بمسقط رأسه بولاية القضارف شرقي السودان، عجز معها عن إكمال دراسته الجامعية، ليتوقف عن الدراسة لعشرة أعوام متتالية، رغم إحرازه درجة متقدمة في امتحانات الشهادة الثانوية تمكنه من دخول الجامعة بسهوله.
دخل الرجل إلى سوق العمل في سن مُبكرة لمشاركة والده في مواجهة متطلبات الحياة، فعمل بائعاً للمشروبات الباردة لجماهير كرة القدم في منطقته والمناطق المجاورة لها، قبل أن ينتقل إلى الخرطوم ويعمل في مطبخ نادي المريخ لكرة القدم.
ثلاثة أشهر فقط قضاها بشير في مطبخ المريخ لينتقل بإيعاز من مدرب المريخ الروسي وقتها كريسو للعمل في الملعب، لتكون تلك نقطة انطلاقته، حيث ساعدته لغته الإنجليزية في التواصل مع المدرب الأجنبي وتلبية احتياجاته في اكتشاف قدراته.
كثيرون أسهموا في تغيير حياة سليمان بشير ومثلوا نقطة بيضاء في مسيرته فساعدوه مادياً ومعنوياً في إكمال دراسته الجامعية، جنباً إلى جنب مع عمله في النادي، حيث تدرج فيه إلى أن وصل لمنصب مسؤول المعدات، فضلاً عن كونه حلقة وصل بين المدربين واللاعبين الأجانب المنضمين للفريق.
يقول بشير للجزيرة نت (الحياة القاسية بمسقط رأسي والبحث عن وضع أفضل جعلني أنتقل إلى الخرطوم عام 1997، وبالمصادفة انتقلت إلى العمل في فريق المريخ الذي أعشقه، حيث عملت بديلاً مؤقتاً لزميل، وبعدها عملت دون عقد رسمي، لتبدأ رحلتي مع الفريق حتى اليوم).
ويذكر بشير أن مدرب فريق المريخ لأعوام سابقة والمحاضر حالياً باتحاد كرة القدم الدولي (الفيفا) أوتو فستر نصحه باستكمال تعليمه الجامعي ليحوز على التطور لما لمسه من اجتهاد فيه وإلمام باللغة الإنجليزية.
وأوضح (بالفعل عملت بنصيحته وانتسبت لجامعة النيلين كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرجت منها بتقدير جيد جداً، ومنحني التفوق فرصة لنيل الماجستير بالتقدير نفسه، والآن أستعد لمناقشة الدكتوراه).
وأكد أن عمله في المريخ لم يمنعه من دراسته الجامعية وظل يلاحق الاثنين دون أن يؤثر أحدهما على الآخر (كنت مرافقاً للمريخ في كل سفرياته الخارجية وتفكيري في قاعة الدرس وما أن أنهي مهامي الوظيفية حتى أتابع دروسي عبر الإنترنت، مع المتابعة اللصيقة مع زملائي).
ويرى بشير أن انتقاله للعمل مع فريق المريخ غير كثيراً في حياته (لو لم أكن معهم لما كنت على ما أنا عليه اليوم).
طموحات بشير وعصاميته وتفوقه على نفسه جعلت منه مثالاً يحتذى به ومضرباً للتمرد على الذات وتحدي صعوبات الحياة.
ويقول المدير التنفيذي الأسبق لنادي المريخ العقيد صديق علي صالح للجزيرة نت إن (تجربة سليمان كان الأساس فيها تربيته ونشأته فضلاً عن البيئة التي تربي فيها، فقليل ممن يعيشون ظروفه يستطيعون العبور بسلام).
وأضاف أن الصعوبة التي واجهت سليمان في حياته زادته عزيمة، فجاء صغيراً إلى نادي المريخ محتفظاً بقيمه من صدق وأمانة وشفافية، وظل محتفظاً بها حتى الآن.