سوداني نت:
مازال العرض مستمرا في مسرح العبث ، المواطن أصبح رهينة لازمة المرتبات التى اندلعت حربها الضروس بين العاملين في شركات الكهرباء وادارتهم، واصبح أسهل شئ هو قطع الكهرباء عن المواطن المغلوب على أمره .
شركات الكهرباء هي من أغني الشركات في السودان وهي أغني من شركات الاتصالات، وأصبحت الكهرباء مثل الذهب في السودان ، باهظة الثمن والموظف البسيط يدفع نصف مرتبه لشراء الكهرباء !
شركات الكهرباء مثل التوزيع والتوليد والنقل ومصنع العدادات تحتفظ بكل ايراداتها ولاتورد ولاجنيه لوزارة المالية ( دولة داخل دولة )
ومع ذلك تلتزم وزارة المالية بدفع دعم سنوي كبير لشركات الكهرباء يذهب معظمه لشراء وقود المولدات وصيانة الآليات.
من حق العاملين بالكهرباء أن يطالبوا بزيادات في المرتبات وتحسين وضعهم وهو يرون باعينهم ملايين الجنيهات تدخل لخزائن الشركات التابعة للكهرباء .
ولكن ليس من حقهم الانتقام من المواطن وقطع الكهرباء وممارسة هذا الابتزاز الرخيص في وضح النهار
المواطن ليس لديه ذنب إذا كان يدفع ثمن الخدمة مقدما لشركة لا تراعى أبسط حقوق المستهلك .
ما تم أمس بالخرطوم واحيائها من قطع للكهرباء( ١٨) ساعة هو تمرد واضح وتجاوز للقانون وافتراء على المواطن ، وهناك المرضي وكبار السن والأطفال الذين عانوا من قطع الكهرباء للساعات الطوال !!
هناك فوضي إدارية في شركات الكهرباء ، وواضح مع هذه الملايين التى تورد والدعم الذى يسدد من المالية ورغم ذلك توجد مشكلة مالية
أعتقد أن المشكلة ليست في المال ولكن في الهمة ولو وفرنا لشركات الكهرباء ذهب المعز سوف تظل المشكلة قائمة .
ماهذه الفوضي هل توجد زيادة للمرتبات في الفصل الأخير من العام هل هناك دولة في العالم يضرب فيها ناس الكهرباء ويقطعوا الكهرباء رجالة كده ولا أحد يحاسبهم !!
المطلوب معالجة هذه المشكلة بحل جذرى حتى لو قطعوا الكهرباء سنة كاملة !
لماذا لاتحل شركات الكهرباء وتعود لعهدها القديم تحت سلطة الدولة الكاملة وولايتها على المال العام ، وهناك حل آخر بفك احتكار هذه الشركات وفتح المجال للقطاع الخاص ليستثمر في الكهرباء والطاقة الشمسية التى يمكن أن تسد فراغا عريضا في هذا القطاع.
الكهرباء وماحدث فيها تحتاج إلى عاصفة حسم تضع حدا لهذه الفوضي ، لسنا ضد تحسين وضع العاملين بالكهرباء أو شركة البريد أو قطارات السودان أو الموانئ البحرية أو أطباء الامتياز كلهم يستحقوا وغيرهم ولكن المواطن ليس لديه ذنب وهو مطالب بدفع الفاتورة مرتين مرة بالكاش ومرة بسوء الخدمات وقطع الكهرباء تهديدا لامن المواطن .