مقالات
تريند

د عبدالكريم محي الدين يكتب: رسالة خاصة جدا ً

سوداني نت:

إن الشعوب الحية هي التي تدرك أن لمستقبل أجيالها كل الحاضر . و تدرك أن الحياة على وسعها لا تسع متخاصمين في شعب واحد في بلد واحد . و تدرك قيمة العقل و قيمة الوقت و قيمة الإنسان و من حوله . فتدع بذلك دواعي الحروب فيما بينها وتنسج حبال تعاونها وتؤسس لعلاقاتها بما هو عادل و حكيم …

إن الشعوب الناضجة هي التي تحفظ نفسها بعدالة القانون الكافي ، و تطور ذاتها بجودة الأنظمة الشاملة ، و ترعى مصالها برعاية تقدمها و بإخلاص نواياها و بتنمية العادات و التقاليد التي تخدم ذلك و لا تهدمه …

إن الشعوب الكاملة هي التي تعي أن ببعضها يمكن أن يقوى كلها  ، و بأفرادها يمكن أن يتكامل شعبها ، و بمجموعها العام يمكن أن تسحق كل من يهدد وجودها أو يطمع في مقدراتها …

أننا في السودان نحتاج تلك القيم و نحتاج القيادة التي تضعها في صورة منهجية قابلة للقياس و التخطيط و التقييم و التقويم حتى نضع شعبنا في القالب القيمي السليم …

و كل التراجع المجتمعي و التنموي مرجعه الى الخلل الأخلاقي الذي اصاب شعبنا دون ان نشعر به او نعترف به حتى صار تراكميا بالدرجة التي أدت الى انهيارات البلاد الماثلة الان …

ليست النخب السياسية وحدها و إن كانت تتحمل الوزر الأكبر ليست وحدها المسئولة عن السقوط  الأخلاقي الذي اصاب الخدمة المدنية و الممارسة السياسية و الحياة الاقتصادية و المجتمعية ، و انما تتحمل هذه الجريمة الشمطاء اضافة الى السياسيين تتحملها موسسات الدولة المختلفة و من تعاقب عليها من الدستوريين و المديرين و المسئولين منذ السودنة و حتى الان …

حيث وصل بنا الحال الى ان نعجز تماما عن ايجاد صيغة توافقية تنهي الاستقطاب السياسي و تصل بالبلاد الى مرحلة انتقالية معافاة تفضي الى انتخابات حرة و نزيهة و تصل بالسودان و شعبه من بعد ذلك الى مرحلة الصفر الذي تبدا بعده فترة تاسيس البلاد و تحقيق الاستقرار العام و الشامل …

عجزنا تماما من ان نقبل بعضنا و أكرر باننا والله عجزنا من ان نقبل بعضنا و نوقف تدخلات الدخلاء و اجندة العملاء وهذا العجز اخلاقي من الدرجة الأولى و بئست هذه الأخلاق التي وقفت حاجزا أمام الوحدة الوطنية …

و اذا كان السياسيون قادة الدولة و المجتمع بهذه الدرجة الوضيعة التي منعتهم من قبول بعضهم البعض فما بال الرعية و العوام الذين يساقون كما تساق القطعان فحتما و أكيد هم اداة لتنفيذ السوء الأخلاقي و التدني القيمي و حتما و قطعا هم حملة السلاح و ادوات التخريب و جنود المخططات التي تستهدف البلاد و العباد …

فإذا كانت أزمتنا الماثلة هي أزمة اخلاقية فالتغيير  و ان كان مؤلما يجب ان يبدا من عمق الجذر  الأخلاقي داخل النفس و يتمدد فيها حتى ينقلب الى داعٍ الى الخير منازع للشر …

فيشمل بذلك الدستور العام للبلاد و المناهج التربوية و القوانين و التشريعات و اللوائح التي تنتظم الدولة و المجتمع و يشمل ثقافة الشعب و آدابه و إعلامه و يطوع ذلك التغيير التاريخ للتعايش السلمي و يشيع تقديس القانون و تقديس الكرامة البشرية و الحرية الاجتماعية …

و يضع المثالية هدفا لاستقامة الفرد و يصنع من الجماعة تكاملا و تكافلا و يخلق من موسسات الدولة ابداعا و جودةً ترتقي بالتنمية الى مصاف الشعوب الحية و الأمم الناضجة و المجتمع المدرك …

إضغط هنا للإنضمام إلى مجموعتنا على الواتساب (٣١)

إضغط هنا للمحاولة في بقية مجموعات الواتساب من (١) حتى (٣٠)

إضغط هنا للإنضمام إلى قناتنا على التليغرام

تابعنا على “أخبار قووقل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!