سوداني نت:
(١)
يصادف اليوم الاحتفال، باليوم العالمي للحد من عمالة الاطفال ونحن في السودان كغيرنا من الدول العربية الاخري ، نعاني من تسريب الاطفال للعمالة بسبب الفقر والوضع الاقتصادي والموارد المالية المحدودة ، والحروب في بعض المناطق السودانية والنزوح ايضا وهذه تحديات تجعل من الدولة المسئول الأول ، والمجتمع الشريك الثاني في المعالجة الواجبة لهذا المشكل الكبير الذي وضعت له قوانين ومواثيق دولية وعالمية من قبل منظمة الأمم المتحدة ولعل أفريقيا هي اعلي القارات نسبة في عمالة الأطفال، ولعل تضافر الجهود تعمل علي التقليل من هذا التسريب وايضا الدراسات العلمية تلعب دورا هاما في معرفة نسبة الاطفال الذين دخلوا الي سوق العمل والتي تقدر لها بنسبة ٤٠% بالبلاد حتي الآن وماهي اهم الأسباب والمشكلات التي قابلوهاا في حياتهم ؟؟ وماهي اكثر المناطق في البلاد تاثرا بهذه الظاهرة المتفشية الان لاسيما في ظل عدم استقرار البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا مما يجعل الاطفال هم ضحايا التغيير الفاشل ، وهذا ينبيء بزيادة عمالة الاطفال بالسودان
(٢)
ولعل الحل الامثل هو التعليم من واقع الحال الراهن لكثير من البلدان بالاخص العربية منها لذلك يجب تقوية التعليم ودعمه بكل السبل ، وتوفير التعليم البديل والتركيز علي الصناعي والمهني منه ، وبلادنا تحتاج له بكثرة في ظل الموارد البشرية والطبيعية والعقلية السودانية المبدعة التي لم تجد حتي الآن البيئة المناسبة والمهيئة لذلك عليه يجب رعاية الاطفال منذ الصغر وابداعاتهم ولعل الحكومات لاتسهم بالقدر الكافي والمطلوب عليه يجب تفعيل المنظمات الطوعية والانسانية المحلية والعالمية بدلك وفتح الاستثمار في مجال التعليم والتعلم وايضا استقطاب الجهات العاملة في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ، والبحث عن المؤسسات الداعمة والمساندة لمكافحة الفقر وايضا تفعيل القوانين والاستراتيجات الخاصة بالحد من عمالة الأطفال بالبلاد
(٣)
والجانب الآخر في المعالجة ايضا هو توعية الأسرة بأهمية انخراط اطفالهم الي سوق العلم والتعليم فالعلم يرفع بيتا لا عماد له وفي هذا الجانب تتكامل الجهود بالمجتمع والاعلام تلك النافذة المفتوحة والمشرعة والداخلة الي كل البيوت دون استئذان والعالم اصبح قرية صغيرة تدار من اي مكان ، وايضا يلعب الطب النفسي والمجتمعي دورا فاعلا من خلال الخبراء والدكاترة والاستشاريين للحد من هذه الظاهرة بالتوعية والدراسات العلمية التي حتما ستساعد الدولة والمجتمع في معرفة حجم هذا التحدي الخطير الذي يهدد مستقبل أبناءنا وبناتنا بالسودان .
من هنا لا يفوتني أن اعضد علي دور مراكز التدريب المهني الفاعل في إيجاد مهن بديلة تستوعب الطلاب الذين فقدوا فرصهم في الدخول الي الجامعات ، وهي تسهم في تاهيليهم وتدريبيهم للدخول بسوق العمل بثقة واقتدار وتحمل المسئولية ليجد عمل حر وشريف ويصبح مواطن صالح لنفسه وللمجتمع
من هنا دعونا نعلن هذا العام هو عام الحد من عمالة الأطفال بالبلاد ونعمل جميعا لذلك ونقدم كل ما يمكن أن يكون افضل لمستقبل السودان
دمتم