سوداني نت:
قبل ( 20) ، عاما وبينما كنت أتابع في قناة الجزيرة القطرية لفت نظري وجود شابة وسط اصوات المقذوفات المدوية ودخان المعارك كالح السواد كانت حينها شيرين لم تتجاوز ال 30 من عمرها واختارت قضية التحرير والصمود .
كتبت في صحيفة القبس التى كانت تصدر بالخرطوم مقالا عنها ، استشهدت فيه ببيت الشاعر القديم ( وجوه كازهار الرياض نضارة ولكنها يوم الهياج صخور)!
فجر أمس عندما نقلت لنا المنصورة مريم الصادق المهدي في قروب مجلة حواس ، خبر اغتيال شيرين برصاصة في الرأس أثناء عملها الميداني وتغطيتها الأحداث التى استمرت بنفس الحماس والمهنية لمدة 25 عاما لم تركن فيها للراحة .
حتى في يوم وفاة والدها ظهرت في قناة الجزيرة وهي ترتدي الاسود وتنقل أحداث القضية الفلسطينية التى شغلتها وامنت بقضية الشعب الفلسطيني العادلة .
شيرين تجسد كفاح المرأة العربية وصمودها وتضحياتها في كل مكان.
اغتالتها الايادي الغادرة اغتالوا القصيدة اغتالوا المهنية في ابهي صورها وتجلياتها .
شيرين ابو عاقلة في اخر تسجيل تقول أن الصحافة رسالة وأنها تحملت المخاطر من أجل رسالة الصحافة وكأنها تودع الناس الوداع الاخير من على شاشة الجزيرة .
كانت آخر وصياها عن قدسية مهمة الصحافة وبرحليها تم اغتيال حرية الصحافة برصاصة غادرة .
أضم صوتي لنقابات الصحافة في الوطن العربي ذات الضمير الحي واطالب بتحقيق دولي في اغتيال الصحفية شيرين ابو عاقلة وتقديم الجناة لمحاكمة عادلة واذا لم يتم ذلك فعلى الدول الغربية ان لا تحدثنا بعد اليوم عن حرية صحافة ولايحزنون.
شيرين كان سلاحها القلم وكان ترتدي سترة مكتوب عليها صحافة حتى يتذكر الطغاة أن للصحافة رسالة وهي ليست جريمة .
رحلت شيرين وتركت حزنا عميقا وجرحا نازفا ولكنها أشعلت الثورة من جديد ، ثورة القيم والتضحيات والدفاع عن المقدسات الإسلامية وجعلتنا نردد مع امل دنقل
لا تصالح
ولو منحوك الذهب
اتري حين افقأ عينيك واثبت جوهرتين مكانهما
هل تري هي أشياء لاتشترى