سوداني نت:
ما يروج له اليهود هذه الأيام هو احتلال التاريخ القديم للسودان و تزييف حقائقه حتى تكون لهم الحجة لتقسيم البلاد الى ما يتوافق مع مخططاتهم المعدة لخريطة العالم الجديد …
و المعروف ان سيدنا موسى عليه السلام سكن مصر ( الأعلى ) أيام فرعون مصر رمسيس الثاني ( 1246 ) قبل الميلاد و كان ذلك العهد أقوى عهد لحكم الفراعنة اذ حكم رمسيس مصر اكثر من ثمانين عاما استعبد فيها بني إسرائيل و شعوب مصر من الكوشيين و الأفارقة …
في هجرته الأولى ترك سيدنا موسى مصر و اتجه الى مدين التي تقع خارج نطاق حكم الفراعنة إذ انها تقع شرق خليج العقبة الى الشمال الغربي من مدينة تبوك الحالية و ما زالت آبار شعيب موجودة في تلك المنطقة الأثرية المهمة في تاريخ الديانات …
سلك سيدنا موسى طريقا مغايرا اذ اتجه نحو الشمال الشرقي ثم شرقا عبر اليابسة شمال خليج السويس و عبر اليابسة ايضا شمال خليج العقبة ثم اتجه جنوبا شرق بحر القلزم ( البحر الاحمر ) حتى انتهى الى مدين و كانت عامرة بالآبار و من ضمن تلك الآبار جب سيدنا موسى عليه السلام و هي البئر التي سقى منها لبنات سيدنا شعيب …
تلك المنطقة هي جزء من ارض الكنعانيين و التي سكنها سيدنا ابراهيم عليهم السلام و ذريته من بعده و لم تكن قاحلة و صحراء كما هي اليوم …
كانت هجرة سيدنا موسى لهذه المنطقة لسببين رئيسيين الأول انه لم يتجه نحو ديار بني إسرائيل و التي تقع الى الجنوب من مصر على النيل و شرق وادي الملوك ( وادي الملك الان ) و ذلك حتى لا يدركه فرعون و جنوده و فعلا بحث فرعون عن موسى في جميع تلك المناطق و لم يجده …
و السبب الثاني ان مدين هي ارض الجدود و النصرة و الأرض المقدسة خارج نطاق حكم الفراعنة اذ ان الفراعنة كانوا يؤمنون بأن احتلال تلك الأراضي سينهك سلطانهم و يعجل بنهايتهم …
و هجرة سيدنا موسى الثانية كانت من بلاد النوبة الحالية ( مكان إقامة بني إسرائيل ) شرقا أقصى الجنوب لخليج السويس عبر برية سين و سيناء و جنوب حبل الطور ثم شمال خليج العقبة …
كان سيدنا موسى برحلته هذه يقصد العودة الى ارض مدين و لكن لاختلافات بني إسرائيل فيما بينهم ضرب الله عليهم التيه في الصحراء أربعين عاما الى ان جاء جيل اخر منهم ثم بعدها دخلوا ارض كنعان وهي تضم اجزاء من الأردن و فلسطين و سيناء …
في هذه الرحلة حدثت معجزة انفلاق البحر وهي تجمد مياهه وانفصالها الى كتلتين جنوب و شمال و حدوث فجوة بينهما عبر بها سيدنا موسى وقومه …
و البحر الذي حدثت فيه هذه المعجزة هو خليج السويس الحالي الى القرب من البحر الاحمر شمال خط عرض (29) شمال …
أما الرحلة الثالثة لسيدنا موسى و كانت تتوسط الرحلتين السابقتين فكانت من ارض النوبة الى مجمع البحرين في جزيرة توتي الحالية …
لم نجد في المنطقة مجمعا للبحرين غير مجمع النيل الابيض و النيل الزرق ( المقرن ) إذ أن النيل في مصر يفترق الى رشيد و دمياط و ذلك افتراق و غير اجتماع . و البحر الاحمر يفترق الى خليج العقبة و خليج السويس . فهو افتراق و ليس مجمعا …
و قد اطلق القران الكريم كلمة بحر على النهر ايضا و دلت اللفظ على ان البحر هو مجرى المياه دائمة الجريان سواء ان كانت عذبة أو مالحة و بهذا التعريف يخرج نهر عطبرة من كونه بحر و تخرج من التعريف جميع الخيران و الوديان الموسمية …
في هذه الرحلة التقى موسى عليه السلام الرجل الصالح الذي ورد ذكره في القران الكريم اذ صاحبه في البر قبل ان يركبا البحر برغم من أنهما التقيا اول مرة عند مجمع البحرين …
لم نصل الى دليل ثابت يوضح اتجاه رحلتهما النيلية و لكن وجود شلالات النيل يعيق الملاحة إلا أن يكونا قطعا المسافة من الخرطوم الى حلفا سيرا على اليابسة و ذلك مستبعد و الأرجح انهما مشيا سيرا الى ان وصلا الشلال الخامس و ركبا السفينة من بعده ( فانطلقا حتى اذا ركبا في السفينة خرقها ) …
و عند الشلال الرابع تركا السفينة و هناك قتل الرجل الصالح الغلام و هناك بنى الجدار . و في هذه المنطقة افترقا قبل ان يصلا الى سكنى بني إسرائيل . و المنطق يقول ان هذه المنطقة هي منطقة حضارة و سلطان ومنطقة وجود بشري كما هو الحال في منطقة الشلال الخامس اذ كانت هنالك رحلات تجارية بين المنطقتين ( مروي و علوة ) و التاريخ يوكد ان تلك المناطق يرجع تاريخها الى الإنسان الأول قبل العصور الوسطى …
وهذه الرحلة تثبت العلاقة بين مملكة كرمة ( بعد الشلال الرابع ) و الممالك القديمة الى الجنوب منها فيما بين الشلالين ( الرابع و الخامس ) و الى سوبا و التي اعتنقت الديانة المسيحية فيما بعد …
قصدت بهذه السياحة فتح مجال للبحث في الحضارات السودانية القديمة و علاقتها بالديانات السماوية اذ ان الممالك السودانية القديمة اعتنقت اليهودية و المسيحية فكيف وصلت هذه الديانات الى السودان و ما مدى انتشارها في ذلك الوقت ؟؟؟
هذا و أردت ان أشير الى ان الديانة اليهودية لم تتعد الشلال الثالث و الرابع الى الجنوب برغم من ان سيدنا موسى ذهب الى موطن الخرطوم الحالية مما يرد قول الذين ذهبوا الى ان سهول القضارف و الفشقة هي الوادي المقدس طوى …