سوداني نت:
أقبح كلمة سمعتها في حياتي و من فرط كراهيتي لهذه الكلمة أتحاشى كتابتها و أصوم تماما عن نطقها و اترك لها المجالس و أراها تتشكل قبحا على ناطقيها …
من أنتجها بدءاً فقد تقيأ مرضه و كح حقده وهو مازال المريض و الحاقد و الحاسد و السام جدا للوسط الذي يعيش فيه و لا أبالغ إن قلت أنه شيطان ذو أنياب و قرون وعيون حمر و لكنكم لا تدركون …
هذه العبارة بقدر ما إنها فارغة تماما من الرحمة مملوءة تماما بالقسوة و الغلظة و تحمل أطنانا من غيظ التشفي و لهب التعدي …
وهي بذلك تدعو للظلم بكل أنواعه و تدعو للطيش بكل ضروبه و تدعو للجهل و استخدام العنف بكل ألوانه و اشكاله و تدعو للعصبية و المذهبية و الجهوية …
وهي ضد الإنسانية في العدالة و ضد الكرامة في التعايش و ضد السلم و الأمن و الطمأنينة و ضد الأديان كلها و ضد العرف الكريم و الخلق الحليم …
و تدل دلالة واضحة على أن من أدخلها شعارا ضمن شعارات الثورة أراد بها تدمير البلاد و أسالة الدماء و ازهاق الأرواح و أراد بها إشاعة الكراهية و بذر التفرقة و تمزيق البلاد …
لا أؤمن أبدا أن اصطلاح هذه الكلمة جاء صدفةً و أن انتشارها كان بريئا و أنها عبارة ً عفوية ً لا و الله انها انفجرت من مصدر اعد لها منصات الانفجار و عبأ لها باروده و داس على زناده مع سبق الإصرار و الترصد …
و عليه اجزم أن هنالك جهات تخطط لضرب المجتمع السوداني و تخطط لضرب أي وحدة سياسية أو أي وفاق وطني و تعمل بخطوات مدروسة بالمل الدقيق لقتل أي روح وطنية و أي فكر أصيل …
حاربوا هذه العبارة الهدامة بكل ما أوتيتم قاطعوها حتى في مزاحكم و مزاجكم قاطعوها حتى في السخرية منها و التندر بها لأن ترديدها و استخدامها يعنى انتشارها و ديمومتها …
ما كتبتها عنوانا إلا بعد أن ركبت على أعصابي و صككت على أسناني و كدت إغماض عيون و الله المستعان …