سوداني نت:
المقصد الأول من الممارسة السياسية هو مصلحة الوطن و أي وسيلة يتخذها السياسيون في صراعهم مع اخوانهم المنافسين يجب أن تنطلق من منصة المصلحة الوطنية العليا أو على الأقل لا تتاثر بها البلاد سلبا بأية حال من الأحوال …
و المنافسة على السلطة ان جنحت الى صراع يستحل جميع وسائل الحرب لم تكن هي منافسة و انما هي حرب خبيثة اطرافها أعداء ألداء و ليسوا خصوما سياسيين و في هذه الحالة فإن الخاسر الأول هو الوطن و نسيجه الاجتماعي ثم من بعد تكون النتيجة كارثية على المنتصر في المقام الثاني و يدور التردي في المستنقع الاثن …
و الأزمة السياسية السودانية أخذت نصيبا كبيرا من هبل الممارسة السياسية و خبثها و تقزم قادتها إذ توارثوا استعمال الوسيلة القذرة في القضاء على المنافسين فأصبحوا كلهم أعداء لبعض و اصبح التنافس على استخدام المحرمات من الوسائل حلا مباحا …
وفوق كل ذلك عجزوا ان ياتوا بقانون يقضي على ما أنتجوه من ظاهرة حرام فالتهبت نار الحرام حتى وصلت الى أعمدة الأمن القومي و مست وجود الوطن …
و بالأمس استخدم الطرف المنهزم من السياسيين فيلما عنصريا بغيضا قصد النسيج الاجتماعي قبل ان يقصد أعداهم و ازهق روح التعايش السلمي و التعافي الإيماني في رمضان …
و الفيلم موجود على كافة مواقع التواصل الاجتماعي و لم ادخل حوارا الا وجدته محلا للنقاش و السخرية إذ أن صوت منتجيه منفصلا تماما عن أصوات النسخة الاصلية للفيلم و الذي يدعو للسخرية ايضا أن صاحبي الصوت قصدا قصدا متعمدا تصنيف أنفسهما سياسيا و مع ذلك أن احدهما سب العقيدة بكل سهولة و يسر مما افسد عليه مقصده و كشف هويته السياسية وجعله مكانا للسخرية و التندر …
و اعتقد أن البلاد قد دخلت الدائرة الخبيثة بسرطنة الأجسام السياسية و لا علاج إلا بقانون يستحدث لبتر تلك الأجزاء المريضة أو صبها بكيمياء الجزاء الموافق لجرهما و اعتقد بحاجة ماسة لإزالة الأقزام الذين امتهنوا السياسة فقط من أجلها لا من أجل الوطن و أعتقد اننا بحاجة كبرى لإعادة صياغة العقل السياسي حتى يتوافق مع المرحلة التي تقتضيها البلاد و أجزم صادقا و أكرر كثيرا بأننا بحاجة الى قانون سياسي يكنس كل عوامل الأزمة السياسية و يبني ممارسة راشدة و يمكن صدق الجودة و معايير الإخلاص و بنيات التعافي و السمو …