سوداني نت:
تمر البلاد بمرحلة صعبة ومعقدة في تاريخها السياسي والاقتصادي ، وهي تشهد علي مدار الثلاثة سنوات تظاهرات وهتافات تندد بالرفض التام لمشاركة المكون العسكري بالحكومة الانتقالية وتنادي بالمدنية ، واهم اداة التعبير هي التروس التي تعتبرها اقوي وسائل الضغط علي الحكومة وقدمت في سبيل ذلك شباب قدموا ارواحهم قربان للثورة المسروقة والمجهضة من قبل احزاب خفية تخاف الانتخابات لانها لا تملك العداد والعتاد لخوض هذا الفعل الديمقراطي الحق ، وهنا يأتي سؤال هام وملح ، ما وراء هذه التروس ؟؟؟
* لعلي أقصد بهذا السؤال اهم النتائج والاهداف والممارسات السياسية المعلومة والخفيفة ، وتروس الشمال او تروس الشريان يمكن أن تكون هادفة وقوية فهي تحتج لعبور موارد السودان لمصر رخيصة دون مقابل او جمارك او رسوم لتستفيد منها مصر ، وتخسر البلاد اقتصاديا تنمويا ، والاحتجاج الثاني حول زيادة الكهرباء للانتاج الزراعي الذي ، يمثل صمام الأمان الغذائي للبلاد ، ولعلها تروس ايجابية تدفع بالمسؤولين للاستجابة والرضوخ للمطالب القوية.
* اما تروس الثوار الداخلية بالاحياء فهي توقف سير الاعمال الانسانية ، عبور السيارات بمرضي علي مقربة من الموت او الذهاب لساحات العلم والدراسة او سير الاعمال اليومية وغيرها ، كل ذلك يعمل التفكير حول ماهية نتائج التتريس ؟؟؟ وهل حققت اهدافها الحقيقية بتنحي المكون العسكري عن السلطة ؟؟؟ ام هي اداة للخراب وقلع الانتربلوك للشوارع وهدم البنايات ، وهي بنايات الدولة لا الحكومات ، لذلك يجب علي الثوار عدم الخلط المعرفي بين الدولة والحكومة ، فالحكومة راحلة والدولة باقية ببقاء مكوناتها الإجتماعية والحيوية ، و الجيوسياسية ، والتعددية الاثنية الثقافية والمكونات الأيديولوجية السياسية وهي تشكل قوي الوجود السوداني المعرفي بين الدول .
* علي الثوار الوقوف علي اهم معولات البناء الذي نادي بها في بداية ثورة التغيير بحب وبدأ في نظافة الشوارع ورسم الحيطان بعبارات المجد للوطن ورسم صور الشهداء ومجسمات الابداع الشبابي .
* علي الثوار عدم الرضاء بالتدخلات الاجنبية ومشاركة بعض البعثات في التظاهرات لانه ذلك انتقاص من السودانوية في حل الازمات الداخلية والتحديات الماثلة .
* وعلي الثوار ايضا احترام القوات المسلحة وعدم الانتقاص من مكانتها واستفزازها ، ويجب الوثوق بها ، لانها الحصن المنيع للبلاد ، وانتم قد قدمتم نموذج رائع للعالم بثورتكم السلمية الراقية في بدايتها وعز عنفوانها.
*حيث نجد أن الثورات الماضية من عمر التاريخ قد حققت اهدافها ومراميها بقوة عبر الحكمة والسلمية وتوحيد الخطاب واحترام سيادة الدولة ، وعملت علي البناء والتعمير بمطالبها ، لم تنتقد بسلوكياتها المشينة بل اصبحت قدوة يقتدي بها علي مر الزمان
• من هنا هي دعوة لتقييم هذة التظاهرات وتروسها في تحقيق اهم مطلوباتها وتغيير طريقة التعبير من التروس الهدامة الي التروس المعمرة والداعية الي البناء والتهضة ببلاد طال نحيبها وبح صوتها وتمد يدها لخيرة ابناءها وبناتها وعلماءها وخبراءها وايضا الي من يقفون علي الرصيف بصمت الان ، لكن سيخرجون من صمتهم ويشاركون في زرع الامل والنور في نفوس كل الثوار والثائرات ويحملون مشاعل الاعمار والبناء . فقوموا الي ثورتكم يرحمكم الله.