سوداني نت:
(1)
من خلال مطالعتي لكتاب (لماذا يكذب القادة) ، للمؤلف جون جي ميرشيمر ،و ترجمة ا.د غانم النجار الذي اهتم كثيرا في مقدمته بالبحث عن تفسير الحدث السياسي، من خلال طرحه للتساؤلات التالية: هل الأحداث التاريخية الكبري ليست الا نتيجة طبيعية لتغير ونضج ظروف مجتمعية واقتصادية وسياسية؟ ام ان هنالك دورا فاعلا وحقيقيا ومؤثرا للأفراد في خلق تلك الأحداث؟ بمعني آخر حتي لو قبلنا بالظروف الموضوعية العامة كمحرك أساس للاحداث الكبري ، هل كان لتلك الاحداث ان تتحقق لو ان اشخاصا أساسيين لم يكونوا في المشهد السياسي؟
من خلال هذه التوطئة دعوني اسقط ذلك علي الاحداث السودانية الانية والتي جاءت نتيجة للتغيير ، وعندما نتحدث عن التغيير لا نقصد السياسي فقط ولكن الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، واهم اداته كانت التظاهر من أجل الحرية والسلام والعدالة، فاصبحت شعارات تمثل قيم الحياة السودانية ، ورائد التغيير هو الدكتور عبدالله حمدوك رئيس مجلس الوزراء المستقبل ، الداعي الي التحول الديمقراطي الفاعل
(2)
ولعل التحول الديمقراطي الحقيقي الذي ينشده الشعب السوداني الثائر يعتبر من أهم الأحداث التاريخية ، التي يلعب بها الافراد والمجتمعات والمكونات الأيديولوجية المختلفة دورا فاعلا ومؤثرا ، وواضحا ، من خلال الأحداث الماضية والحالية ، دولاب الحكم الانتقالي ، وتغيير السلوك الإنساني ، وظهور منظمات مجتمع مدني جديدة ، وتكتلات سياسية مختلفة ، وحماية إقليمية ودولية غير مسبوقة ، ليصبح التحول هو اللغة العالمية في ادارة الدولة السودانية والهدف الضمني للنيل منها ، لتصبح شطرنج اللعبة السياسية الراهنة (كش ياملك) ، ويصبح السودان الكرت الرابح في يد الساسة من الداخل والخارج ، والماهرون بخداع البصر السياسي وتحويلهم الواقع الي واقع متلاحق الاحداث من، (فض اعتصام ، أو تغيير حكومة تنفيذية ، أو تقديم استقالة ، أو مبادرات خارجية للخروج من الازمة الحالية ) كل ذلك يحول الواقع، و يفرض السؤال الهام والاستراتيجي السودان الي اين ؟؟؟
أصبح التحول الديمقراطي هو الخدعة البصرية التي يمارسها الساسة لاقناع الشعب الثائر بها ، وهو يعاني الفقر والمرض وزهاق الارواح دون فائدة ، من هنا دعونا نستدرك ما تبقي من الوطن بوعي وفهم وادراك حقيقي لما يمر به من انزلاق نحو الهاوية ، ونستشعر قيمة الوحدة الوجدانية السودانية والديمقراطية الحقيقة وصولا للانتخابات الراشدة
ونلتقي