سوداني نت:
بعد المعركة الشرسة التي خاضها اليساريون و حلفاؤهم للعودة إلى مقاعد السلطة عقب إطاحتهم بقرارت الخامس و العشرين من اكتوبر الماضي تلك المعركة التي استخدمت فيها الأطراف وسائل محرمة شرعا و قانونا إذ استخدم السياسيون أطفالا و شبابا دروعا للموت في مصادمة واضحة ضد الجهات الأمنية و في اصرار جلي للمواجهة و التحدي دون استخدام الحكمة و الحنكة السياسية و دون مراعاة للظروف التي تمر بها البلاد …
في تلك المعركة اتضح ان الشباب استخدموا البنبان ضد الشرطة و استخدموا السلاح الناري و الابيض و المخدرات مما اخرج احتجاجاتهم من السلمية الى العسكرية لتحويل المشهد الثوري الى حربي و دعا الجهات الأمنية الى اتخاذ أساليب اشد عنفا …
و أنتجت هذه المواجهة إدانة لأطرافها و أثبتت بما لا يدع الشك ان الجهات الداعية للاحتجاجات كان همها الأول و الأخير استلام السلطة بأي وسائل توصل لها و بأي آثار تنتج بعد ذلك …
و المواجهة أيضا اثبتت ان اطرافها جميعا لجأت الى الاحتماء بالأجنبي و الاستنصار به على حساب الأجندة الوطنية و مستقبل البلاد …
هذه الاستماتة في سبيل السلطة لم تكن وراءها إلا جهات دولية كبرى تريد تنصيب دكتاتور متجبر و حاكم متسلط و حتما سيكون سداد فاتورة المناصرة اشد ايلاما على الشعب السوداني …
و في أية حالة من حالتي الانتصار – و من المرجح انتصار الشق العسكري – فسيقابل المنتصر منهما الإسلاميين في ميدان اخر من ميادين المعارك السياسية و الحربية …
فاليسار و مجموعته و محوره الدولي هم الذين قاموا بشيطة الإسلاميين و خططوا لكراهيتهم و مصادمتهم و تجفيف مصادر أموالهم ولو انتصر اليسار فأول وردة يقدمونها لأهل اليمين هي وردة حمراء كلون شعارك مصنوعة من الدماء و اشلاء القيادات منهم …
ولو انتصر العسكر و ذلك مؤكد بجميع أدوات التأكيد و بعد استتباب الأمن و هدوء الأوضاع فسيشعلها مرة أخرى مع الإسلاميين اشد من معركته مع اليسار …
فالمحاور الدولية للعسكر هي ذات العداء الشديد للإسلاميين و ذات الحرب المستمرة و المستميتة معهم فعليهم ( الإسلاميين ) ان ( يبلوا رؤوسهم للحالقة و ليس للحلاقة ) و لك الله يا وطني من غباء ساستك و عقول قادتك …