سوداني نت:
قرأت في مواقع متعددة بشبكة الإنترنت بيانا منسوبا لتنسيقية قبائل الكواهلة في السودان يخاطب جماهير شعبنا السوداني الصابر باسم مجلس نظار و عمد و أعيان و تنسيقية قبائل الكواهلة بالسودان …
البيان يصف الحالة التي تمر بها البلاد و يصفها بالمنعطف الخطير و الذي سوف يقودها الى الهاوية و يناشد البيان العقلاء من رجال الإدارات الأهلية و الطرق الصوفية و القوى الحية من الشباب و المهنيين و الكفاءات الوطنية فيدعوهم جميعا الى الالتفاف حول جسم ينقذ البلاد من الحالة الراهنة …
و يدعو البيان ولاة الأمور من العسكريين و المدنيين الى الارتفاع فوق مستوى المسئولية و الإمساك بالقضايا الوطنية دون الالتفات الى الصغائر و دواعي الخلف …
و قبل ان نتناول هدف البيان بالموضوعية و الإمكان فحري بنا عزيزي القاري ان نعرف ما هي قبائل الكواهلة التي جاء البيان باسمها و هل هو يتناسب مع ذلك الكم القبلي و التجمع البشري ؟؟
تنتشر قبائل الكواهلة في جميع ارض السودان في غربه و شرقه و في شماله و جنوبه و في الوسط و العاصمة القومية و تتكون من قبائل كثيرة لها كيونونة القيام بالذات و الانفصال عن أي قبيلة كبرى …
ابرز هذه القبائل قبيلة الحسانية و قبيلة الحسنات ، البراقنة ، الاساودة ، الاحامدة ، المحمدية ، المناصير ، العبابدة ، الشدايدة ، الوالية ، الباقية ، الجلالية ، النفيدية ، السعودية ، المطارفة ، البشاريين ، الكميلاب ، الكملاب ، المرغماب و الدليقاب و كل قبيلة من هذه القبائل تضم بطون و أفخاذ و عشائر و بحسب البيانات الأولية التي جمعها المثقفون و العمد و النظار فيقدر تعداد هذه القبائل بما يفوق الخمسة عشر مليوناً من النسمة …
جاء بيان تنسيقية الكواهلة الى الشعب السوداني كافة بالدعوة الصريحة الى تكوين جسم قومي و كأنه يدعو الى حاضنة قبائلية تستند عليها الحكومة في استقرار البلاد و انتشالها من براثن السياسة القذرة و الاستهداف الخارجي …
بالرغم من نبل البيان في الهدف إلا أنه لم يتخذ الإجراء الصحيح في المخاطبة الموجهة ، فخطاب مثل هذا ينبغي أن يوجه إلى زعماء قبائل السودان زعيما زعيما و إلى رجالات الطرق الصوفية شيخا شيخا و إلى الكفاءات الوطنية مباشرة و يكون في شكل مبادرة وطنية ذات خارطة محددة و ليس بيانا منفوخا في الهواء …
إن البيانات الموجة للشعب و لا تحمل إجراءات معينة حتما ستموت عند برود هتافيتها و لن يكون لها اثر في واقع البلاد المتأزم كما ذكر البيان ( الهام ) و الحقيقة انه مهم و ليس ( هام ) إذ أن الحالة السودانية متأخرة للغاية فلترجع القبائل نفسها الى فريق العمل الجماعي و التفكير الجمعي و الإنتاج النوعي …
و بهذا ندعو قبائل الكواهلة لما لها من امتدادات في القبائل الأخرى لقيادة مبادرة قومية ينصلح بها نسيج المجتمع السوداني و يرتقي فيها الخطاب السياسي و القبلي الى قامة الوطن الجريح و ترتفع فيها روح المسئولية و عقل الحكمة …