سوداني نت:
في المقامات السابقة تناولنا حرب التوريط و حرب المعلومات و المستندات و حرب التشريعات و القوانين و تناولنا كيد التسابق على مواطن القرار و كل ذلك كان يحدث من الشريك المدني بينما الشريك الاخر ( العسكري ) نائم ( في العسل ) …
و السؤال الذي يجب ان يعلم إجابته الشعب السوداني كله أنه لماذا يفعل الجانب المدني تلك الافاعيل ؟ و البلاد لا تحتمل اختلافا بين مكونات قادتها إذ تمر بحالة الانهيار و التلاشي و تمر بحالة الاحتراب و التمزيق و تمر بحالة الفوضى و عدم الاعتراف بالسلطان و القانون وفوق كل ذلك اصبحت البلاد موطنا للجريمة و الجريمة العابرة و تجارة البشر و المخدرات و اصبحت بيئة مؤاتية لعصابات الإجرام و الارهاب …
إذا كان هم السياسيين الاصلاح لتقبلوا بعضهم بعضا و لتساموا فوق كل الجراح و النواح و لجعلوا بلادهم دولة للقانون و المؤسسات و لجعلوها منصة للعدالة و التنمية و الاستقرار و لصنعوا للقرار آلياته العادلة و لوضعوا للتشريع دوائره و حلقاته التي تكمله نضجا و صوابا و لكنهم و للاسف يكيدون لشركائهم و ينصبون لهم الشراك و حبائل الموت و الاغتيال و الاقصاء و ما يفعلون ذلك إلا لأن في نفوسهم حاجة غير البلاد و في قلوبهم مرض الذات و الكرسي …
لذا تراهم يستقوون بالمنظمات الدولية و الدول التي لها اجندتها في الحالة السودانية و تراهم يتمسكون بالمناصب خوف المحاسبة و العقاب على ضياع البلاد …
فالقصة من ورائها تجارة التخلف و الحروب ، و من ورائها بيع القرار الشعوب ، و من ورائها استهداف القيم و الأديان و الاستقرار ، و من ورائها تطبيق النظريات و التجارب في شعب السودان المكلوم …
لن يلوم عاقل قوى الحرية و التغيير لأن تلك اجندتها وقد سعت لتنفيذها حسب المطلوب و لكن العاقل من يلوم الشريك العسكري حيث مرت عبره قوانين و تشريعات تظهر نوايا الشريك المدني اذ جنحت تلك النوايا بقوانين و تشريعات تنتهك حقوق الانسان و تذبح العدالة وضح النهار و تخلق الاضطراب و الاحترام و التشظي و التقسيم …
و مسئولية انهيار الدولة السودانية يتحملها العسكر فقط و لا شريك معه في ذلك . فكيف يصنع العسكر شريكا مشاكسا لهذه الدرجة و قد علم أن هذه المشاكسة هي الأجندة العليا و الهم الذاتي و هي المقصد الوحيد لبعض الشق المدني ؟ لا اقول ذلك عبطا دون برهان و إنما وثقته من تصريحات العسكريين و ممارسات المدنيين و مشاريع قوانينهم التي طرحوها …
“ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا رَّجُلًا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ ، وَرَجُلًا سَلَمًا لِّرَجُلٍ ، هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًاۚ ؟؟ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” …
و نواصل