سوداني نت:
عندما أناقش الكثيرين من الشباب الذين يفكرون في السفر والهجرة واقول لهم اتريدون الموت بعيدا عن الوطن؟؟ فيقولون نحن نموت كل يوم في وطننا ولا أحد يبالي.
ولعل إكرام الميت دفنه ، وفي وطني يموت الآلاف.يوميا بسبب الساسة الفاشلون في ادارة الدولة منذ الإستقلال حتي الان ، إهمال في الصحة والتعليم والبيئة واستثمار العقل السوداني الذي يستقطب من كل العالم ويستفاد منه ، ونحن احوج ما نكون له في مختبر النهضة والبناء ونور المستقبل .
انهم يرحلون كل يوم بسبب الظلم والظلم ظلمات فمن الظلم ان يكون لك وطن ممتدد، ولا تجد به حياة كريمة ولقمة عيش وبيت دافئ ،وحق شرعي يكفله القانون !!
وان تفقد عزيز لديك أو ان تذهب روحك هباء بسبب غلاء العلاج والدواء وتموت موت الضأن لان حقوقك تباع في سوق النخاسة ورغم عن ذلك تحيك الصبر ثوبا تلفحه كل يوم
ومن الظلم ان تتعب أسرة وتصرف دم قلبها علي تعليم ابنها ، فيجوب الشركات والوزارت بحثا عن وظيفة في بلد تقول له حكومتها (اذهب انت وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون).
وان تبتلع رايك في كل ما يدور حولك ،فيكون مصيرك السجن، لان أحدهم أراد استنساخ تجربة فرعون العظيمة في الحكم (فما اريكم الا ما اري)
ومن الظلم ان تثبت لحثالة ممن يبيعون صكوك الوطنية ، ويوزعون تهم الخيانة انك أكثر وطنية منهم .فان القطعان لا تبني اوطانا وان المجد احيانا لمن يقول : لا
ومن الظلم ان تملئ الحكومات عليك كل شئ ، حتي اشياءك الخاصة ، شكلك وهويتك وأصدقائك ولونك المفضل ،وفريقك ، ومن تكون
ومن الظلم ان لا تملك حتي قلمك حرا لا يكذب ولا يداهن ولا يخاف ، حتي عقلك تجدهم يفكرون عنك ، وقلبك يختارون لك من تحب وتستكين
بالله عليكم ارحموننا ولا تدفنونا احياء يكفينا أننا سنموت يوما ولكن دعونا ان نموت شرفاء.