سوداني نت:
✍️ ردة دستورية وسياسية وديمقراطية بتونس بعد إعلان العروبي الليبرالي وأستاذ القانون الدستوري (قيس سعيد) انقلابه على الدستور التونسي واصداره قرارات احترازية بحل الحكومه والبرلمان وإيقاف نشاط النواب للحفاظ على الأمن حسب ادعائه
دخل (قيس سعيد) بعد انتخابه رئيسا للجمهورية في قلوب الملايين لمناصرته للعروبه وقضايا الديمقراطيه وخاصة القضية الفلسطينية في مواجهة الإمبريالية الصهيونية
ولكن سرعان ماجرت مياه المبادئ والقناعات تحت جسر السلطه والراهن السياسي لكثرة ماتعرض له (قيس سعيد) من ضغط داخلي وخارجي بدء من المحيط العربي والإقليمي مما كرس في نفسه افتراضا للتوهم والعداء السياسي من بعض الأحزاب والكتل السياسية ويظهر جليا وجه الشبه في الحاله السودانيه بعد تراجع شعبية (قحط) بعد فشلهم في تحقيق تطلعات واشواق الجماهير والنكوص عن شعارات الثوره كما فشل (قيس سعيد) لتحقيق آمال الشعب التونسي في المحور الاقتصادي والصحي والخدمي ونجاحه في الخطب الرنانه والوعود الكاذبه كما تفعل حكومة (قحط) وتنجح في بيع الكلام ووهم الإصلاح المؤسسي
أن تحول وردة الرئيس (قيس سعيد) بهذه السرعه يقتل امل الشعوب في بناء الديمقراطية في دول الربيع العربي ويحولها إلى مجرد شعارات براقه وجسرا ممهدا للسلطة كما فعلت (قحط) ونكصت ونكثت وحنثت عن العهود التي من أجلها قامت الثوره
✍️ أن ماحصل بتونس ومصر والسودان وكثير من دول الربيع العربي يدلل على ديمقراطيه زائفه وشعارات براقه خاويه من مضامينها وان تشدق بها بعض الأحزاب والكتل السياسيه بها وماهي إلا جسر للعبور إلى دكتاتورية السلطه واحتكار الإرادة الجماهيريه في أضابير الدوله
مما يظهر جليا القوة الخفيه التي تدير المشهد بحنكه وأن غلبة الإرادة الدولية وقانون الاقوياء هي السائده في دول الربيع العربي وان الأيادي الاستخباراتية أعلى من إرادة الشعوب
فأدارة الصراع العالمي مبنى على تمزيق النظام اسلامي أو أي شكل للإسلام السياسي الساعي للتغيير عبر اشرعة للسلطه
فقد تم وأد الديمقراطية في السودان ومصر والجزائر وتونس وليبيا واليمن ولبنان
فخطوة (قيس سعيد) نحو فرض الدكتاتورية الرئاسيه كرئيس للبلاد ورئيس للحكومه ورئيس للسلطة التشريعية بعد حل البرلمان المخالف لدستور تونس وفرض السيطرة على القضاء يؤشر بأنه وجد السند والحماية المسبقه لقرارته الاحاديه كما يحدث في السودان بتغليب اراده الحكومه على إرادة الشعب وتعطيل كافة منابر الرأي والتعبير ومؤسساته الشعبيه وتضمينها في دكتاتورية (السلطات) (تشريعية، تنفيذية، قضائيه)
فالمشهد السياسي العربي أشبه ماتكون بان الحكومات ماهي إلا (مقاطعات جغرافي) تحت سيطرة الإمبريالية العربيه وأجهزة استخباراتها
فإن الغرب لا يرغب في ديمقراطية تلد إسلاما كما ذكر الدكتور (الترابي)
وكان لمواقف حركة النهضة التونسية ضد (قيس سعيد) عاملا نفسيا ذات تأثير قوي لتحولاته المفاجئة كما توهمت (قحط) بأن الإسلاميين يعملون لفشلها ومعاداتها وهو عكس الواقع بعد إعلان الاسلاميبن (المعارضه المسانده) الا ان قحت بنت حقائق فشلها وعجزها على تسويق شيطنة الإسلاميين وعداء الثوره وعمدت على أقصائهم من المشهد السياسي الا ان حكمة وحنكة الإسلاميين غيرت المعادله وردت (السحر على الساحر)
✍️ وتستعدي الإمبريالية العالميه كافة التيارات الإسلاميه في العالم
فالتجربة التونسية شبيهه بالتجربة السودانية من حيث دواعي التغيير والشعارات الثوريه المرفوعة ووأد التجربة الاسلاميه من الحياة العامه وتعطيل الدستور واستعاضته بالوثيقه الدستوريه المتناسخه وغياب البرلمان وتسييس القضاء وتغول مجلس السيادة على صلاحيات الجهاز التنفيذي العاجز عن فعل أي شئ والملفات الخارجيه والاقتصاديه ثم انتهاج محاربة الإسلاميين والتضييق على نشاطهم السياسي والدعوي ومحاولة شيطنتهم ومحاولة الصاق فشلهم على النظام البائد
وتتوهم الحكومه التونسيه للمصالحه مع شعبه عبر هذه الإجراءات الاستثنائية بينما الحكومه في السودان تبتعد يوميا عبر المحصاصات والأستأثار الطبقي عن شعبه وقضاياهم الحقيقيه
فإن الانقلاب ماعاد يأخذ شكل الدبابات أو المجنزرات أو التروس بل أصبحت الحكومات تنقلب علي شعوبها بالقرارات الدكتاتوريه والصيغ الصريحة الداله علي الاستبداد والتفرد بالسلطة والحكم الفردي الفردي فخطوة (قيس سعيد) يعتبر انقلابا على الدستور والمؤسسات الشرعية كما يحدث في السودان ذات السيناريو لتفرد فئه قليله لاتمثل ١٠٪ من إرادة الجماهير باحتكار السلطه وتطويعها لفئه محدوده
وعدم الثقه بين الرئاسه وبين المكون المدني كما صرح (حمدوك) بذلك صراحة وهذا لم يحدث في تاريخ الانظمه والحكومات في العالم لأنه يمس الأمن القومي
وربما أن كسب (قيس سعيد) لعدد أصوات الناخبين التونسيين في الانتخابات الرئاسية الاخيره بعدد كبير لم يسبق له مثيل حفزه بأن كل الشعب التونسي سيؤيده في قراراته الاخيره علما بأن تراجع نسبة مؤيديه في تزايد نسبة لفشل (قيس سعيد ) في أحداث إصلاحات جزريه في الخدمات والاقتصاد والصحه بتونس وهذا شبيه بحالة السودان في تراجع مؤيدي الثوره بعد فشلهم لتحقيق جزء قليل من اشواق المواطنين وفقدانهم للشرعيه الشعبيه وعلى الشعوب العربية نعي الديمقراطية وتشييعها إلى مثواها الاخير وان تنتهج شعارات مطلبيه تحقق العدالة والمساواة والعدالة الاجتماعية والاقتصادية وتحت حراستها ورقابتها.