سوداني نت
لم يعد سرا ذلكم الهمس الجهير الذي تتداوله المجالس في بحثها المضني عن تفسير لتناسل ازمات باتت تعيشها بلادنا ، يتحدث الناس عن وجود اياد تمارس تازيم موقف الحكومة وتستهدف بالعراقيل سعيها لتوفير الخدمات للمواطن ، قد تكون جهات تستند الي مخطط كبير ومدعوم اوربما هو تاثير نيران صديقة تسعي لتصفية حساباتها مع متنفذين داخل الحكومة لا احد يعلم غير ان التحليلات تشير الي وجود اياد خفية ربما .
لست من انصار تحضير (نظرية المؤامرة ) علي الدوام لتبرير الفشل والاخفاقات ولكن تحدث ازمات لا يمكن تبريرها باي حال من الاحوال، فتجتهد مجالس المواطنين الخاصة في ايجاد تبريرات قد تبدو غير صحيحة للوهلة الاولي لكنها تصدق لاحقا او تقترب من الحقيقة.
اكتب هذا الحديث وفي الخاطر (ازمة البنزين) المستفحلة التي نعايشها هذا الايام، معروف ان الجازولين يحتاج الي نقد اجنبي ودولار عز وجوده في ظل الظروف الاقتصادية الضاغطة التي تعيشها البلاد وهو امر مفهوم وربما يجد التقدير من بعض شرائح المجتمع، ولكن ما بالك بالبنزين الذي ننتج منه ما يكفي استهلاكنا ويفيض للتصدير، ما هو التفسير المنطقي لما يحدث الان والطلمبات التي كانت تعيش علي (حس البنزين) تغلق ابوابها نهارا وتطفئ انوارها ليلا في مشهد لم نعايشه بهذه الصورة منذ بدء اندلاع الازمات.
للتو تفهمت مرامي تصريحات وزير النفط السابق علي ايام الازمة الاولي وهو ينكر وجود الازمة من واقع قراءة الارقام والتقارير علي الورق ، لكنه لم يكن يري في الواقع ان الصفوف في الطلمبات قد اغلقت الشوارع واثرت علي حركة المارة.
لم اجد تفسيرا حتي كتابة هذا المقال من وزارة النفط حول اسباب انعدام البنزين رغم استمرار الازمة لايام عديدة، وجود خطاب رسمي يحدد الاسباب يوصد الباب امام التفسيرات ويحاصر الشائعات، ويشفي غليل الاسئلة التي تتناسل كما الازمات في سعيها للبحث عن تفسير لما يحدث.
علمت من بعض المصادر ان هنالك عطل في المصفاة لم يتم الاعلان عنه ربما يكون هذا الحديث صحيحا في ظل عدم وجود مبررات للازمة ، ان احتمل الناس ازمة الجازولين قي عز ايام الزراعة ولهاث المواطنين وراء المواصلات تقديرا منهم لعدم وجود (دولار) يشتري حصة البلاد لاسباب معلومة فانه لن يستوعب ان تكون هنالك ازمة في سلعة يستهلك منها انتاجا يكفي للتصدير.
علي ايام ازمة الدقيق الاولي كذلك واكتظاظ الصفوف امام المخابز نجحت اليات الدولة في اعادة الامور الي نصابها في يومين لنكتشف بعد ذلك ان الازمة كانت في (الضمير) وليس (الدقيق) الذي تدعمه الدولة بنحو 25 مليون جنيه يوميا وهاهي الصفوف تعود مرة اخري رغم التطمينات.
علي الدولة تحسس شرايين نبضها الجماعي ومعرفة اسباب اندلاع الازمات فمثل ما عالجت ثغرات تسرب الدقيق في وقت سابق، عليها كذلك معرفة الاسباب الحقيقية لازمة البنزين خاصة وانها لم تطلع المواطن علي اي سبب يبرر هذه الازمة، يقيني ان هنالك شريان (مغلق) في منظومة الامداد يصيب جسد بلادنا بالجلطة في كل يوم، ابحثوا عنه واضربوا بيد من حديد كل من يتلاعب بالقوت والوقود.