سوداني نت:
في مقابلة معه بجريدة الشرق الأوسط في عددها رقم ( 15515 ) بتاريخ 21/5/2021 أكد المبعوث الأمريكي للسودان السفير دونالد اي بوث ان هنالك ثلاث عقبات تواجه السودان في طريقه نحو التحول الديمقراطي وهي :
توفير الامن في مناطق النزاع بتنفيذ اتفاقية جوبا للسلام و الحفاظ عليها كأساس يجمع الأطراف كافة .
و اعلان نتائج التحقيقات التي طالت متهمين في احداث مجزرة فض الاعتصام التي وقعت في الثالث من يونيو للعام 2019 و تحقيق العدالة فيها .
و العقبة الثالثة التي ذكرها بوث هي إعادة هيكلة السودان اقتصاديا و شدد مع ذلك على توفير الامن في مناطق الصراع و تنفيذ اتفاقية جوبا .
ثم اكد دونالد بوث على إعادة هيكلة الأجهزة الامنية و العسكرية دون ان يضيف ذلك عقبة رابعة …
و يعلم المبعوث الأمريكي و يعلم كل الشعب السوداني بل يعلم العالم اجمع ان ما طالب بتنفيذه السيد بوث سيقسم السودان الى اجزاء متناحرة و مؤسسات متقاتلة …
اذ أن اتفاقية جوبا أفرزت غبن سياسي و جهوي و قبلي أدى إلى قيام كيانات الشرق و الشمال و الوسط التي تعتبر من أقوى المناهضين لهذه الاتفاقية و المقاومين لها بالطرق السلمية و غير السلمية مما ينذر بانفصال بعض المناطق و اشتعال بعض الجبهات …
و اتفاقية جوبا نفسها لم تجمع عليها كل حركات التمرد فلم توقع عليها حركتا عبدالواحد محمد نور في دارفور و حركة عبدالعزيز الحلو بجبال النوبة و جنوب كردفان مما يعبر عن بقاء الصراع و المهدد الأمني …
و المعلوم ان نتائج فض اعتصام القيادة العامة التي مازالت تتحفظ عليها لجنة نبيل أديب خوفا من ان تطال قيادات بارزة في الأجهزة الأجهزة الامنية و الجيش و الدعم السريع ستقود الى انقسامات و تمرد داخل هذه المؤسسات تعصف بالحالة الامنية و تهدد بانقلاب عسكري متوحش …
و ستطال نتائج التحقيقات مدنيين من قوى الحرية و التغيير وافقت على فض الاعتصام بالقوة بل وتورط بعض قادة المدنيين في تنفيذ هذه الجريمة مما يكون عقبة كبرى في اعلان ننائجها و تحقيق العدالة فيها …
و لن تتم هيكلة الاقتصاد السوداني دون ان يتاثر بها كل بيت سوداني و كل موسسة اقتصادية فيتأثر بها الغني التاجر اكثر مما يتاثر الفقير البائس و سيتأثر بها القطاع التجاري و الصناعي و الزراعي الى درجة الانهيار الكامل اذ تعتبر هذه الهيكلة هد كامل للبنية الاقتصادية لتقوم على أساس جديد و مفهوم جديد …
و بهذه الطريقة تكون اعادة الهيكلة الاقتصادية فخ كبير يؤدي الى انفجار عظيم في الدولة السودانية الهشة و المجتمع السوداني الذي تم تحضيره لمزيد من النزاع و الصراع و الاقتتال …
أما العقبة الرابعة التي أشار اليها المبعوث الأمريكي و لم يعطها تسلسلا رقيما هي اعادة هيكلة الأجهزة الامنية و العسكرية و التي تعتبر من صميم السيادة السودانية و تعتبر هي نفسها عمق الامن الوطني السوداني و الحديث عنها يعتبر محرما في بعض أوساط العسكريين و الأمنيين …
و بالرغم من ان اعادة الهيكلة الامنية و العسكرية قطعت شوطا كبيرا إلا ان ذلك لم يصل العمق حتى الان و عندما تتوغل هذه الهيكلة الى الغايات المطلوبة قطعا سيقف ضدها كبار و صغار قادة الجيش و الأجهزة الامنية الاخرى و سينكشف المقصد الحقيقي من اعادة الهيكلة السبب الذي يقود الى تمرد و عصيان و ربما سيقود الى انقلاب على السياسة و النظام الحاكم و تشير التوقعات الى حدوث اغتيالات و تصفيات داخل هذه المؤسسات الحيوية في البلاد …
و الجيش السوداني مازال حيا يفيض بحيويته الوطنية و انتمائه القوي للأرض و للشعب و لذاته العظيم فلن يقبل ان تطاله اليد العابثة او ان تنظر اليه العين الخائنة أو يدخل في أوساطه العميل و لن يقبل بهيكلة تقصم ظهره أو تكشف سره أو تسلب أمره …
فلتذهب المساعدات الامريكية ان كانت طعما لتدمير السودان و لينعزل السودان مرة اخرى ان كان ثمن إدماجه في المجتمع الدولي المزعوم تفتيته و تقسيمه الى دويلات تقاتل بعضها و لتحكم دكتاتورية الجيش ان كانت ستحافظ على وحدة التراب السوداني ووحدة الشعب السوداني و قيمه و دياناته السماوية و سيجد الجيش في ذلك تاييدا غير مسبوق و سيجد ثورة على مدنية الفوضى غير مسبوقة ….
و الحر لا يرضى ان يساق الى حتفه ذليلا و غير مضرج بدمائه في إباء ٍ و مصفد …