سوداني نت:
♨️ هرولت الحكومه الانتقاليه منذ وهدتها للبحث عبر مؤتمرات اقتصاديه او مانحين او الاصدقاء في عدد من الدول العربية والأوربيه بحثا للدعم والتمويل وتركت خزائنها مفتوحه للاطماع الامبرياليه
وأعتقدت حكومة قحط بأن مجرد سقوط النظام الإسلامي ستزول العزله الدوليه المضروبه علي السودان وستشروع أبواب الخيرات انهار متدفقه الي الحكومه الانتقاليه
فماهو أثر الإزالة وماذا استفاد السودان من هذا الانفتاح الوهمي وماذا كسبت وجنت غير الوعود
وهل العالم المتسلط علي رقاب الدول كان ينظر للسودان بأن العائق هو تبني الخط الإسلامي الرادكالي ام انها وجدت النظام الإسلامي حاجزا لأطماعهم وتمددهم في الشأن الداخلي
ام ان تقديرات الحكومه الانتقاليه كانت غير مدروسه وانها بلعت الطعم ووقعت في الفخ مما جعلتها تتعامل بعاطفة الإنكفاء والتبعيه للآخر واتبعت سبل الاستجداء (والشحده) بينما الوطن حبلي بنعيم زاخر وموارد ضخمه لم تستطع الحكومة تحريك عجلة الانتاج واستنهاض الهمم ودعم القدرات البشرية
♨️ فأعتقدت الحكومه بأن أبواب سماء الدول ستمطر عليها ذهبا وفضا وستفتح خزائنها دون قيود او شروط وستزول كل العقبات وسننعم بالمدينه الفاضله
فبسوء تقدير وعدم رؤية وعدم وجود برامج توجهت الحكومة الانتقاليه بكلياتها نحو الخارج منذ ميلادها فكان التقدير الخطأ في الزمن الخطأ وعدم ترتيب الاولويات وتأخير المقدم وتقديم المؤخر لان العالم ينظر بإستحقار للدول الضعيفه التي لاتملك إرادة التغيير والاصلاح الداخلي
كان علي حكومة الفترة الانتقاليه لكي تحترم ان تتجه لتوحيد الرأي الداخلي عبر مؤتمر دستوري ومصالحه وطنيه شامله والالتزام ببنود الفترة الانتقاليه وتقوية مؤسسات الدولة بالكفاءات المهنيه وإقامة العدل وإشاعة الحرية علي أساس المواطنه والالتزام بالترتيبات الزمنيه للانتخابات
ان محاولة الحكومة الانتقاليه لإقامة مؤتمرات خارجية باسم اصدقاء السودان لجزب الاستثمارات وازالة الديون وفتح التعامل مع الصناديق الدولية والبنوك العالميه للاقتراض وترك موارد البلاد عرضه للاطماع الدولية والصراعات المحوريه وعدم تبني الحكومه لسياسات اقتصاديه داخليه لتنمية موارده يشجع الدول الطامعه في مواردنا للهرولة تجاه السودان بالوعود والأماني والاكاذيب حتي يتم احاطة سوار الطمع العالمي بمعصم خيراتنا ومواردنا
(لاتحترم مالم تحترم نفسك) هذه هي عقلية النظام الدولي للتعامل مع الآخر وقد وصلنا لدرجة من الهوان والزل ليتنصل أصدقاء السودان من الوعود او تتحول تلك الوعود الي سداد لديون او قروض او خدمات غير نقديه لاتدخل الخزينه العامه ولايستفيد منها السودان
♨️ ومعلوم بان الصناديق والمؤسسات الماليه العالميه والدول لاتتعامل مع الحكومات الانتقاليه لأنها تعتبر حكومات مرحليه غير شرعيه ولاتؤتمن علي أموال وودائع طويلة الأمد فالتعامل يتم مع الحكومات الديمقراطية المنتخبه
ان محاولة هرولة السودان الي دول بعينها بحثا عن الدعم والتمويل تجئ علي حساب السيادة الوطنية والاستقرار الاقتصادي لأنها لاتعرف قدر مواردها ووضعها الاستراتيجي في المنطقه
فدول المصالح لاتتعامل (بعطية مزين) ولاتعرف لغة (لله يامحسنين) لأنها لاتؤمن بالإحسان ولاتعرف الأخلاق في التعاملات الثنائيه وتعمل بعقلية تبعية الضعيف للقوي
ويتمثل ضعف الحكومه في تنفيذ شروط الصناديق العالميه دون مقابل برفع الدعم عن السلع الاساسيه والاستراتيجية (الخبز، الوقود، والتعويم) شرطا للمنحه مما ينعكس سلبا علي معيشة المواطن
ان سداد الديون بديون مثقله لاستقطاب ديون اخري ماهو الا الحرث في البحر ولاتعرف المؤسسات الاقتصاديه العالميه (إخراج مافي الجيب ليأتيك مافي الغيب) فهذه المؤسسات تخفي في اجندتها شروط قاسيه ومؤلمه لمانحيها
فمثلا نادي باريس ومنظمة الهيبك الداعمه للدول الأشد فقرا وكل الصناديق الثنائية التي تتنظر سداد ديونها لن تتنازل ان لم تجد وعود وضمانات تعود لها بالارباح والعوائد أضعافا مضاعفه
ولن تخاطر المؤسسات ولا الشركات العالميه ولا رؤوس الأموال والمستثمرين للدخول في استثمارات غير مأمونة العواقب مع نظام مؤقت ومتآكل واداء سياسي مختل وامن مضطرب وعمله متآكله وغياب لمؤسسات عدليه منصفه وفاعله وتوقف للتنمية والبني التحتيه وارادة وطنيه مفقوده وبروز للصراعات السياسيه وتسابق المطامع الدوليه وقوانين هشه لاتحترم حتي من واضعيها وتمزق النسيج الإجتماعي والتشظي السياسي وعدم احترام حتي وثيقتهم الدستوريه وإنتشار السلاح بصوره كبيرة علي قوات غير مندمجه في القوات النظاميه
فيجب لكي تتماثل في النديه كدولة داخل منظومة دولية ان نحترم ذاتنا وقدرنا وقدراتنا ووطننا قبل أن نطلب من الآخرين إحترامنا.