سوداني نت:
في الوقت الذي تقود فيه بعض المراهقات الملحدات احتجاجات ضد سلطة الآباء على ابنائهم و بناتهم ( نظام الاسرة ) السيد الدكتور عبدالله حمدوك يدعو لان تشارك النساء مناصب العمد و الشيوخ في النظام الأهلي …
لا ادري لماذا يستعجلون الدعوة الى الانقلاب السريع في نظامنا الاجتماعي و يتعجلون سيادة المراة على الرجل في بلد موغل في المحافظة ؟
و يقيني انها ليست دعوة مقصودة لذاتها بقدر ما انها تدعو الى المصادمة العنيفة مع الحكومة في ظرف لا تتحمل البلاد فيه أية صدامات سياسية او اجتماعية او عسكرية …
و الثورة على الآباء ليست نزهة تقودها فتيات لا اباء لهمن و ليست ظاهرة عابرة يمكن القضاء عليها بقانون و او جهاز امني باطش و ليست مشكلة يمكن معالجتها اجتماعيا . فنظام الاسرة هو نظام الفطرة التي نشأ عليها كل بيت و تخرج منها المجتمع السوداني بقبائله المختلفة و ألوانه المتعددة و دياناته العديدة …
و نظام الاسرة هو الجزع و الجزور لأي أخلاق و دين و لأي فرد و جماعة و لأي كبير و صغير من المجتمع السوداني وهو النظام الموروث الوحيد الذي بقي متمكنا في وجدان أي سوداني مسلما كان أو غير مسلم فهل يا ترى الخروج عليه بهذه السهولة التي تدعو لها حكومتنا الحالية أم هذه الدعوة مقصود بها آخر ؟
و السيد رئيس الوزراء يدعو لأن تكون المراة عمدة و شيخا و سوف يدعو لان تكون ناظرا و ناظر عموم بل سيدعو يوما من الأيام ان طالت به المدة لأن تكون المرأة أباً و جدا ً و خالا و عما ً تغييرا للفطرة …
و المعلوم أن العمدة و الشيخ ليست مناصب في الادارة الأهلية يعتليها المرء بشهاداته و افرنجيته الثقافية إنها يا سيادة الرئيس مواقع مسئوليات تضع فيها القبيلة اجدر ابنائها خبرةً و حكمةً و فطنة ً و قوةً و قدرة ً وأوفر وسيلةً و أسع حيلة ً و اكثر نفيرا ً و أقوى حجة ً . ليقابل احتياجاتها و مشكلاتها الاجتماعية المعقدة ببسطة العلم التجريبي و قوة التحمل و التعقل و التجمل و بفراسة الخبرة و سياسة الناس . ولم نسمع بالعميدة و الشيخة عبر تاريخ إدارتنا الأهلية التليد …
يمكن ان تكون المرأة رئيسا أو مديرا أو وزيرا يستمد سلطاته من القانون و لكنها يا سعادتك لن تكون عمدةً او شيخا يستمد سلطاته من خبراته ومؤهلاته التراكمية في معالجة قضايا الناس …
وعليك انت و الذين في لفك ان تدرك طبيعة عمل المرأة في السودان و تميز بين وظائفها ووظائف الرجل و إلا عليك المغادرة و عدم السباحة عكس تيار الفطرة و تيارات التقاليد و العادات السودانية …