سوداني نت:
هنالك احداث غريبة تقود الى تحقق اليقين التام بان البلاد تمضي بقوة نحو تفكيكها على أيدي الساسة الجدد …
اتفاقية جوبا المثيرة للجدل أفرزت تمييزا واضحا جعل ولايات الوسط و الشرق و الشمال توحد امرها في مجابهة ذلك التمييز المجحف …
اذ ان شعوب شرق السودان قامت بثورات في كسلا وبورتسودان و القضارف تندد باتفاقية جوبا وترفض مسار الشرق الذي جاء فيها و لغة تلك الثورات التي يقودها مؤتمر البجا و منظمات مجتمعه المدني لغة حادة و جادة و جافة في الوقوف ضد سياسة الحكام الجدد مما حدا بالمركز اتخاذ لغة اكثر استقطابا و مرونة …
و كيانات و اتحادات ولايات الوسط تقوم و تقعد هذه الأيام حيث عقدت امرها في اجتماعها ببرج الساحل و الصحراء على رفض اتفاقية جوبا جملة و تفصيلا باعتبار انها اتفاقية فردية و لا تمثل إنسان السودان و لا تخاطب جذور المشكلة و باعتبار انها تودي الى التفرقة و تدعى الى العنصرية …
و تتمثل قوى الوسط في ؛ ( اتحاد كيانات الوسط ، تحالف الوسط للعدالة و التنمية ، اتحاد الوسط ، تحالف ولايات الوسط ، منبر ابناء الجزيرة ، نهضة مشروع الجزيرة ، الإدارة الأهلية ولاية سنار ، ملاك الأراضي بمشروع الجزيرة ، و اللامنتمين ، بالإضافة الى منظمات مجتمع مدني و كيانات أهلية و خدمية اخرى في طريقها الى الانضمام لتلك القوى ) …
وآخر الأحداث في ولاية نهر النيل ان ( 34 ) قبيلة تجتمع برعاية اشرف الكاردينال و تختار رئيس و مجلس شوراها و يجتمع ذلك المجلس فورا و في خطوة تصعيدية يزفر نفسه ساخنا معلنا قدرته على انتزاع حقوق شعبه و لو كانت في فك أسد …
ورغم ذلك كله تمضي الحكومة في ضغطها على المواطن و تستجيب لسياسات البنك الدولي دون اي تدابير لرفع المعاناة و تلافي انهيار الاقتصاد و المجتمع …
حيث اتخذت الحكومة قرارا بتعويم الجنيه السوداني بجعل سعر الدولار الرسمي ( 375 ) جنيها . و اثر ذلك قفز سعر الدولار في السوق الموازي الى ( 410 ) جنيها …
كان الواجب على الحكومة ان تجود و تزيد إنتاج الصادر و ان تحتاط بالقدر اللازم من العملات الأجنبية لمحاربة اي قفزات لسعر العملة الصعبة قبل ان تعلن تعويم الجنيه و ذلك ما لم تستطع القيام به حتى الان …
و رغم قيام الاتحادات و الكيانات القبلية و الجهوية المناهضة لسياسات الحكومة القبيلة و الجهوية و رغم معاناة المواطن و غليان الشارع الذي يتهدد الحكومة المتصارعة مع مكوناتها المدنية و العسكرية و المناطقية يتهدد السودان عدو خارجي …
اذ اشكت ولايات غرب كردفان و شرق دارفور وولاية النيل الابيض اشتكت للمجلس السيادي تعدي جيش دولة جنوب السودان على الأراضي السودانية و احتلاله مناطق في الثلاث ولايات منتهكا حدود عام 1956 م …
هذا بالإضافة الى النزاع مع إثيوبيا التي توغلت مؤخرا في الفشقة و استعادت احتلال بعض الأراضي و قامت بعمليات حصاد الذرة و ترهيب و تشريد المزارعين السودانيين …
هذه الأحداث مجتمعة ( قبلية ، جهوية ، داخلية ، خارجية وسياسات حكومية خاطئة ) ستفضي في نهاياتها الى تفكيك وحدة النسج السوداني و تقسيم وحدة أراضيه ان لم يتدخل و بصورة عاجلة العاقلون من قيادات البلاد ان بقيت هنالك قيادات وطنية حقيقية …
اللهم جنب بلادنا شرا اطبق عليها من الخارج و اكل جسمها من الداخل …