سوداني نت:
⭕ الأزمات دائما ما تنتج أفكارا إبداعيه للمبدعين والفنانين وحلولا على كل أشكال التعقيدات الاجتماعية والاقتصادية وقد يأتي الحلول من خلال قوالب ابداعيه لتوصيل الرسالة الي المتلقين بصورة دراميه كالتهكم المسرحي من الوضع الاقتصادي او السياسي ودائما ماتحمل رسائل قوية ومؤثرة وذات مضامين واقعيه فالمسرح السياسي السوداني ملئ برسائل الإحباط وفقدان الأمل في الإصلاح الاقتصادي خاصة إذا كنا في وطن بلا حكومة لا تهتم بأمر المواطن ولا تعيش مأساته ولا تحس بمعاناته ولاتسعي للحلول والمعالجات
وقد وصل الي مسامع بعضنا قصة ذلك الشخص الذي بدأ في توزيع (منشورات) داخل الأسواق في ظل قبضة أمنيه قويه وعندما هجمو عليه أفراد الأمن بمستنداته وجدو انه يوزع في أوراق فارغة (فاضيه)
وعندما استجلو منه الحقيقة فقال الرجل في ثبات (هو الحاصل في البلد محتاجه كتابة)؟؟؟؟؟
وقد تحقق ايضا تهكم الفنان المسرحي المبدع محمد نعيم سعد بخصوص الغلاء (يعني ماننوم) دلالة علي سوء الأحوال وتردي المعيشه وانفراط السوق دون رقابه ولحاكمية التجار علي إدارة البلد
⭕ إن الصمت الجماهيري في مثل هذه الظروف وفي ظل غياب مقومات الحياة الاساسية وتردي الخدمات وندرة السلع وإرتفاع الأسعار فيما وجد منه وانفراط عقد الأمن المجتمعي وضياع هيبة الدولة وبروز الصراع الداخلي حول السلطة والمغانم والمحاصصات السياسية
مع صمت الحكومه المطبق علي الأوضاع المعيشية تنذر (بكاااااارثة) مجتمعيه قادمه يعيشها الآن الشعب في تفاصيل حياته ولاندري اذا ما انفجر ثورة وبركان الغضب الجماهيري الهادر هذه المره الي اين ستصل مداها ومن ستطال وماذا ستفعل بالنسيج الاجتماعي المحافظ خاصة في ظل سيوله امنيه هشه
فهذه المره لن تسلم الجره فالتحديات والمهددات كثيرة ومتعدده فإن اندلاع اي عمل مضاد او بروز قوة مسلحه بالعاصمه او المدن الاخري سيكتب للسودان صوملة او سورنه جديدة قد تصل الي الاحتراب القبلي لسنين طويله لايتعافي منها الوطن
⭕ إن احساس المواطن بفقدان الأمل في الإصلاح واحساسه بعدم الأمان وتفكيره في قدوم ايام كالحات في حياته وعدم وجود مؤشرات إيجابية نحو الاستقرار ينتج مواطنا ضعيف القدرات بعيدا عن الولاء والهم الوطني منهزم الشخصية ومبعثا للتفكير السلبي
ويحي فيه سلوكا منافيا للقيم المجتمعية يكون مدعاة للفساد والرشوة والمحسوبية والغش كما ستنتشر السرقات والسطو والتعدي علي الممتلكات والنهب الممنهج والجماعات الاجرامية كما بدأت افرازاته الآن
ان الوطن الجريح الآن لايحتاج الي منشورات سياسية مكتوبة لتعبئة الرأي العام أو تمليكه معلومات خافيه عليه فهي مكتوبة في كافة تفاصيل حياته ومعاشه
فالشعب يعيش حالة من الاحباط والسأم والملل بعد ثورة وضع عليه آماله العراض للخروج من شظف العيش والتدهور المعيشي ويعيش ضعفا ذهنيا وجسمانيا في مجاراة الحياة
كل ذلك لفقدان الرؤية والبرامج والخطط للحكومه ولتضارب المصالح والتسابق نحو الأنا وإثبات الذات وتجاهل الوطن والمواطن والوطنية