سوداني نت:
وجّه بيان للمجمع الصوفي العام، انتقادات شديدة اللهجة لمدير المركز القومي للمناهج عمر القراي، على خلفية تجاوزات في استحداث المناهج وتصريحاته حول خلاوى القرأن الكريم.
ووصف البيان، اليوم الإثنين، سياسيات مدير المركز القومي للمناهج بانعدام المنهجية وضلالة الفكر، مطالباً رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك، بإقالة القراي من منصبه.
وفيما يلي تورد “بسوداني نت” نص البيان :
يقول الله تعالى : ( وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْل إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكّ مُرِيب ) صدق الله العظيم .
لقد ظللنا في المجتمع الصوفي العريض نتابع عن كثب واهتمام شديد ترهات مدير المركز القومي للمناهج الدكتور عمر القراي وتخبطاته الفكرية ، وكنا نلجم حبل الصبر عسى أن ينبلج صباح الثورة عن ما يردع هذا الرجل عن غيه الفكري ، على أن الأمر صار يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ، تارة باسم استحداث المناهج ، وأخرى بتقولات جهولة في الآيات والأحاديث لم يقل بها أحد من أهل العلم ولا يستسيغها ذو عقل رشيد وصاحب فكر سديد ، ولا تستند على قدم منهج علمي ولا ساق من المعرفة ، وإنما خطرفات يتلفظ بها ويحسب أنه أتى بما لم تأتِ به الأوائل ، فمرة يتعرض للذات الإلهية بتفسير من الهذيان بمكان ، ومرة يتعرض للقرآن الكريم تقسيماً من عنده تدفعه خلجات نفس غير سوية ، كوصمه لرسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم وصحابته الأعلام بالإرهاب وذبح المخالف ، والكثير الكثير من شاكلة ذلك الحديث الشاذ ، وبتنا نشقى بهذه الأباطيل وينعم هو سادراً في فكره السقيم ، ثم خرج علينا بالأمس القريب متهماً رسالة الخلوة والتي امتدت على مدار قرون منذ دخول الإسلام إلى هذه البلدة المباركة ، وصارت قيمها ومُثُلها مضرب المثل في البلدان ، وذلك لأنها اتخذت مشكاة القرآن الكريم هداية ومنارة يستهدي بها النشء عبر هذه المؤسسة العريقة ، ومع ذلك يصف القراي هذا الجهد المبارك عبر السنين بأن الخلاوى لا تعلم النشء إلا عدم الأخلاق !!
ثم تتابع خطله حول المناهج وتربية أبناء الوطن ضارباً بثوابت الأمة السودانية عرض الحائط ، لم يراعِ القيم الدينية ولا الحقائق التاريخية ، متجاوزاً أهل التخصص كما أشارت إلى ذلك لجنة التأليف المختصة بمادة التاريخ بالمركز القومي للمناهج والبحث التربوي ، بل ومتلاعباً بما أوصت به في النسخة الأصلية !
إننا نقول له : ( ارفق بنفسك فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا ) ، ونقول للثورة التي أتت به وتعلم موقفنا منها تماماً إن مواقفنا الإيجابية لا تعني أبداً الاستسلام للباطل ، وإننا لسنا ضد المؤسسية ، ولسنا ضد إصلاح المنهج المبتذل والذي يضم الطم والرم من أفكار موروثة من النظام المباد ، ولطالما طالبنا بإصلاحه بما يتسق مع قيمنا وأخلاقنا وموروثاتنا الجميلة وتطور الحياة من حولنا ، وتشهد بذلك العديد من المنابر والمحافل وآخرها مؤتمر التعليم في عهد النظام السابق ، بيد أن ذلك لا يعني الاستلاب التام لكل ما يتعلق بثقافة إنسان السودان المركبة من دينه وأعرافه وتقاليده وأخلاقه ، فالقراي له أن يعتقد ما يشاء من معتقدات ولكن ليس له فرض ذلك على فرد دعك من أمة ، أم ينطبق علينا قول من قال :
ومن العداوة ما ينالك نفعه
ومن الصداقة ما يضر وينفع