سوداني نت:
المتتبع للخطاب السياسي لبعض القوى المتنفذة في الحكومة يجد فيه كثيرا من الصبيانية و غياب الإدراك ، اذ اننا نجد ذلك في ممارسات لجنة ازالة التمكين التي جنحت الى التشفي السياسي اكثر من اعمال القانون و احقاق الحق ، و نجد ذلك في تصريحات بعض المسئولين التي تثير الكراهية و الجهوية و القبلية ، مثل ما صرح به محمد ضياء الدين داعيا الى تحقيق هتافية ( كل كوز ندوسو دوس ) ، و ترك شعار الثورة الثلاثي ( حرية سلام و عدالة ) ، اذ لا يتناسب ابدا السحق و السحل الجماعي للكيزان جميعهم بما فيهم البرئ و المسيئ مع العدالة التي دعت لها ثورة ديسمبر …
و لا تفرق هذه القوى بين خطابها السياسي وهي في المعارضة وخطابها السياسي وهي ممسكة بالسلطة بل تطرفت به في الحالتين مما أفقدها المصداقية و طبع عليها صفة ازدواجية المعايير و ادى الى تخبط الحكومة و فقدان بوصلة الاتجاه السياسي و انهيار الاقتصاد …
و ان كان هنالك بصيص امل لمخرج سياسي امن ، فيتمثل في دخول الحركات المسلحة للمشهد العام و تحقيقها للتوازن …
فقد دخلت هذه الحركات حلبة الحكم بوعي كامل و خطاب تصالحي عكس ما كان يتوقع السياسيون اذ كان الإحساس ان تاتي الحركات المسلحة و في نفسها احقاد التشفي و الانتقام و تاتي بإثارة الكراهية و المناطقية …
و برغم من اعتلال اتفاقية جوبا و تحاملها على إنسان و ارض الوسط و الشمال و الشرق إلا أن الحركات الموقعة عليها ادركت ذلك الخطا و اصبحت تصوب خطابها الى عامة الشعب و كامل ارضه مما اكسبها المقبولية العامة و ذلك مما لحظناه في خطاب اركو مناوي و جبريل ابراهيم و مالك عقار و في الاستقبالات الحاشدة لهم في المناطق المذكورة …
كنّا نامل ان تتسامى قامة السياسي السوداني الى هامة الوطن العالية و ترتفع اجندته الى الأجندة الوطنية و يكون همه البناء الوطني و المعالجة النهضوية للمشكل السوداني ، و لكن هذه الحقائق الواجبة ، اصطدمت بأحزاب متقزمة و شخصيات حبيسة نفسها رمت بخطابها السياسي تحت أرجلها العرجاء …