د. عبدالكريم محي الدين يكتب: التلازم العضوي بين الشائعات و الشيوعيين -1… “شائعة الفساد و الخيرات”
سوداني نت:
في عهد الإنقاذ القريب كثرت الشائعات عن الفساد بصورة مريعة و بحبكات متقنة مع انتشار واسع و كثرت الشائعات عن خيرات البلاد الزراعية و الصناعية و البترولية و كثرت الشائعات عن يورانيوم دارفور الذي نهبته الحكومة في خفية ليل و نهار …
وصدق كثير من الشباب شائعات الفساد و شائعات الخيرات فثاروا على الإنقاذ على امل ان يقف الفساد الذي أوصل البلاد الى حالة متاخرة حتى بلغ سعر الدولار الستين حنيها و بلغ لتر البنزين الاربع جنيهات …
و اثيرت شائعات التطلعات و الرفاه في كافة وسائل التواصل الاجتماعي و علم القاصي و الداني أن للانقاذيبن مئات المليارات من الدولارات في الدول الأجنبية و ان لهم ارصدة اذا استردها الشعب السوداني وحدها كفيلة بان تصنع رغد العيش و ان ترفع سعر الصرف حتى يصرع الجنيه الدولار …
و عندما انسحبت الإنقاذ من المشهد الحاكم و استوى الرفاق على عرش السلطان و رأس القضاء و النيابات و أمسكوا بمزاليج الخزانات و الملفات المهمة تنفس الشباب الصعداء و قالوا الحمد لله الذي أورثنا ثروتنا المنهوبة و أوقع في أيدينا مستندات الفساد و مستندات الخيرات …
ولكن الشباب الذي استجاب لدعوى الشائعات و صدق صور الفوتوشوب و صدق مقالات الأرقام المضروبة لم يجد من الرفاه إلا رفاةً من وعود بالية فنزلت عليه الخيبة بزمهرير الإحباط الفاجع …
وهاهو الربع الثاني من العام الثاني لحكم الرفاق الحمر ينقضي ولم يقض القضاء في قضية واحدة فقط تدين فساد الانقاذيين و ترد الثروات و تفضح الذقون المجرمة لتتناولها الوسائط الاجتماعية بالردم و الرجم و الشماتة …
و انكشف الغطاء عن حرب الشائعات و حروب الخير و الثروات و صدق ذلك طيران الدولار الأمريكي و سقوط العملة السودانية اذ ناهز سعره الثلاثمائة جنيه ولو ان هنالك دولارات مستردة لاصبحت في بنك السودان احتياطيا نقديا يتحكم في سعر الصرف و يكبح جناح المارد الدولاري ولو ان هنالك خيرات مما يزعمون لدخلت البنك المركزي ايضا و ألجمت التضخم فحقيقة الواقع أقوى وأكبر من سحر الشائعات ومن حكمة الله ان جعل عدل الحق راجما لسحر الباطل …
وعادت الخيبة تنفخت روح الثورة مجددا و عادت على الأبرياء باعتذارات تمسح غلب التجني و تحقق بعد التمني.
و نواصل …