سوداني نت:
مسارات
لعل السلام من أهم تحديات المرحلة التحويلية الديمقراطية في السودان منذ أمد التاريخ، وتتباين الادوار السلطوية المتعاقبة علي حكم البلاد من خلال إرساء قيم ومبادئ ومرتكزات لإطلاق المفاهيم الإيمانية به، فعزز الاسلاميون قوله تعالي (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان أنه لكم عدو مبين) فأرسوا للحوار والتفاوض والمباحثات المحلية والدولية في سبيل تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي عبر كل مسارات الحكم الديمقراطي، ويأتي التغيير من أجل الأفضل في تظاهرة ثورية شعبوية سامية ضخمة فتتحول السيسولوجيا السودانية إلي نضالية تحلم بالاستقرار والعيش الكريم فيولد من رحمها مكونات أيديولوجية جديدة، لها مسميات جاذبة وشعارات حالمة لتعلن أنها قوي الحرية والتغيير الحاضنة السياسية لحكومة السودان الانتقالية الآن، فتطلق حرية سلام وعدالة وهي لغة شباب الثورة في تحقيق الحلم القادم دون حزبية أو قبلية أيديولوجية، لتثق بالمكون المدني والعسكري الذين وضعوا تحقيق السلام في أولوية الحل الاقتصادي دون النظر لأهم مسببات الثورة الشبابية من أجل كسب سياسي قد لا يكون هنالك ضمانات لنجاحه، لا سيما وأن الغرب مازال يسيطر علي زمام كل الحركات المسلحة التي يقودها أصحاب المصالح الشخصية، وجميعنا نعلم مطامع الغرب الاستعمارية فلا تصيبنا نشوة الفرح الغانم وسكرة التفوق المنتقم لحكومة بائدة وعطر الاحتواء الغربي والوعود الكاذبة، ونتذكر أننا أرض النيلين ومورد الخير الإفريقي ومعبر العالم وأرض النضال والكفاح لن تبهر أعيننا أضواء باريس ودولار السلم الغربي. ويأتي السؤال الهام ماذا بعد توقيع السلام والجوع يتضطرم به أهل السودان الحبيب؟ وماذا بعد شرب النخب الانتصاري والشعب أكمل شرب صبر الذات النفسية؟ ماذا بعد والبحث عن وفاق وطني لم يكتمل وإرادة وطنية موحدة لم تتحقق؟ ومازلنا في انتظار الحلم المرتقب..