سوداني نت:
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي كان يلعبه جهاز الأمن والمخابرات الوطني في مسماه القديم ، من بسط هيبة الدولة وإستقرار الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية والمجتمعية مقدمين في سبيل ذلك ضباطه وافراده ومتعاونيه الغالي والنفيث من أجل تحقيق أهداف وطنية خالصة لا يخالطها أي عمل حزبي ولا عقدي وإنما ينظرون للسودان بنظرة كلية ، نظرة مختلفة عن نظرة اي مواطن أخر ، يعلمون جيداً أن العمل في السودان يحتاج ليقظه ونشاط وهمة ، ذلك لطبيعة تركيبة الشعب السوداني متعدد الثقافات والقبائل واللهجات ، وكما قال الكولونيل انيست جاكسون عن الشعب السوداني : ( رغم فضائلهم إلا أنهم لا يتفقون إلا في خصومة بعضهم البعض وفيما يترتب عليها من آثار الخصومة من حسد وحقد وغيرها ) كل هذه المقولات وما كتب عن السودان والسودانيين يضعها عضوية جهاز الأمن في إعتباراتهم ، حتى طريقة تدريبهم مختلفة على القوات النظامية الأخرى يعتمدون على جرعات المعرفة أكثر من الجرعات العسكرية وأكاديمية الأمن والدراسات الإستراتيجية التي منحها الجهاز للشعب هدية خير دليل على ذلك وفي رأي المعارف هي التي ميزتهم وجعلت فراغهم الأن واضح وملموس للجميع في شتى المجالات التي كان يسدها الجهاز .
فشيطنة جهاز الأمن ومنتسبيه من اول وهله في بدايات الثورة وإظهاره في صورة قمعية منذ عهد النظام السابق وأصوات من الداخل وقتها كانت تشير إلى ذلك إنما كان مخطط كبير يفوق حد تفكير الشباب الثائر والنخب السياسية السودانية ولكن بفضل الله استطاع العقلاء من كوادر وقيادات جهاز الأمن إفشال هذا المخطط و إمتصاصه بكل رحابة صدر وطيب خاطر و أثبتوا قومية هذا الجهاز و اهدافه ذات المدى البعيد و المتصله بأهداف وطنية خالصة وان عضويته عضوية ملتزمه بالتوجيهات وأكثر إنضباطا فوالله لو كان كما يقولون عنه جهاز حزبي أو عقدي لتنظيم بعينه لكان بما يملك من قوة و قدرات أعاد ذلك التنظيم في اقل من يوم ولما كانت جهة عدلية أو دولية أو قوة نظامية وقفت أمامه ولكم في نظام السيسي ومقتل ألالاف من شباب شعبه في أحداث رابعة العدوية المعروفة فمن الذي سأله ؟؟؟
يمتاز جهاز المخابرات بميزات قد لا تجدها في القوات النظامية الأخرى منها العقيدة القتالية العالية والتدافع نحو العدو بكل شجاعة ، إضافة لحرب المدن وفض النزاعات وإصلاح ذات البين ومعرفته بخبايا دهاليب مخربين الإقتصاد والمجتمع ودعاة الفتنه وأخرون من دونهم لا تعلمونهم ، هم أكثر الناس معرفة بالكثير والمثير في بواطن هذا الوطن ، هذا غير دوره الرائد في مكافحة الإرهاب والتجسس والهجرة غير الشرعية .
فعلى الفريق أول البرهان أن لا يضعف دور هذا الجهاز حتى لا يكون التباكي بالفشل كثيراً والذي ظهر متكررا في كلمات نائبه الذي يعتصر ألما جراء شراكتهم العقيمة مع أحزاب لا تمثل الثورة ولا القضايا الأساسية التي خرج من أجلها الشعب السوداني الممثله في قوته اليومي والتشوهات الإقتصادية المتوارثة ..
وسنعود ….