سوداني نت:
✍ السودان الآن أشبه مايكون (بحلبة مصارعة) والشعب يتفرج علي الماراثون بين القوي العسكرية والمدنية بينما تدار الصراع بأدوات المصالح وبعض الأيادي الخارجية من حيث التمويل والإغراء لشئ في نفس يعقوب وللأسف يتم ذلك عبر تخطيط أكبر من التوقعات والوعي الجماهيري .
فحقيقة ان السلطه المطلقه مفسده مطلقه تجري الآن بين المكونين وفي غياب عن نوافذ التوافق والتناغم للقضايا الوطنيه المصيريه ، فقد شعرت قوي الحرية والتغيير بإستهداف المكون العسكري لها وإختطاف ملفات كالسلام والعلاقات الخارجيه والاقتصاد منها فأرادت عبر إثبات الوجود بأن هرولت الي دعوة البعثه الأمميه للإستقواء والحمايه ظنا منها أن العالم المتحضر والديمقراطيه المزيفه لاتقبل بسلطة العسكر ولايدرون ان اللعبه السياسيه بأدواتها قد تغيرت الان وفقا لتحقيق المصالح وتجاوز هذا الواقع المتخلف عبر صراع المحاور والتكتلات الاقليميه فالمخابرات الامريكيه والعالميه مثلا دعمت يوما ما أسامه بن لادن وتبنت طالبان لإنهاك الاتحاد السوفيتي ودعمت جبهة الإنقاذ الاسلاميه بالجزائر برئاسة عباس مدني ودعمت دول دكتاتورية مختلفه لأجل مصالحها فليس هناك عداء مطلق او دعم مطلق في النظم الدوليه علي أساس تثبيت دعائم الديمقراطيه وخيارات الشعوب الحره فهذا هراء وتخدير للأسف نعيشه وينطلي علينا ونحن نتشبث به وهم يضحكون علي عقليتنا المتحجره عن ضعف قراءة الواقع الراهن
✍ فبعد أن تم توقيع السلام بجوبا مع بعض الحركات حاملة السلاح عبر المكون العسكري ورغم الرأي الشعبي لضعف الاتفاق وغياب السند الجماهيري والشرعيه الدستوريه وغياب تام لأصحاب المصلحة الحقيقيه من النازحين والمشردين والادارات الاهليه والمكونات الاجتماعيه ، ومع العلم بأن قوة قوة هذه الحركات نابعه من قوة السلاح وصندوق الزخيره وليست القوة الجماهيرية أوالقاعديه الا ان المفاوضات أرست لمبدأ (شرعية السلاح) علي (شرعية الإنتخابات) وتحقيق التنميه في الولايات لمن يملك القوة والنار ويحول شعارات التحول الديمقراطي الي حبر علي ورق
فعندما شعرت قوي الحريه والتغيير بضعف موقفها هرولت عبر ممثلها (عبدالله حمدوك) وبلباس سياسي بحت لقطف قفاز الإختراق لملف السلام وإن كان ذلك تجاوزا للعرف السياسي وضوابط الدستور من أجل إحداث بصمه انجاز وسبق سياسي يكتب لقوي الحريه والتغيير ويحسب لها من نقاط القوه ، وأيضا فهي رساله ضمنيه للقوي العسكرية بأننا (هنا) وعند الحدث وأننا استطعنا الجلوس مع أقوي الحركات المسلحة العصيه عليكم.
وهو نوع آخر من الإستقواء لقحط بالحركة الشعبيه شمال وليس ببعيد عن التنمر اليساري ان انسلاخ تجمع المهنيين وإنضمامهم للحركة الشعبيه شمال (الحلو) ان تكون من ضمن قواعد اللعبه السياسيه او ضمن الخطه (ب) للهبوط الناعم وفرض القوه الداخليه بالإضافة للقوات الأمميه الخارجيه ثم الرهان بجماهير القوي الثوريه واللجان المكونه حديثا
✍ فهذا الصراع الخفي بين المكونين يمهد لضياع وطن لطالما حلم به الشعب السوداني من خلال التغيير والثورة الجماهيرية في سبتمبر وذلك نتاج طبيعي لغياب الرؤية الوطنية والارادة الجامعه للسلطه الحاكمه
ورغم إتفاق حمدوك علي مبادئ تفاوضيه في أديس الا ان شروط الحلو التعجيزيه تدخل قوي الحرية في إمتحان عسير أمام الشرعية الدستورية وإرادة الشعوب
وبمثل مارفض لوزير الخارجيه الأمريكي (بامبيو) ان التطبيع مع إسرائيل خارج عن سلطة الحكومه الانتقاليه فالأولي ان يتحلي بالأخلاق السياسيه ويرفض لعبد العزيز الحلو كشخص لايمثل ٥٪ من إرادة الشعب ان يشترط علمانية الدوله والذي يقدر المسلمين فيها ب٩٨٪ كما يشترط (الحلو) تقرير المصير وهو حق دستوري لاينعقد الأمر للمواطن بجنوب كردفان بل يعني كافة المواطنين ولل ٤٠ مليون وفي استفتاء شعبي حر ونزيه بحيث لاينعقد الاختصاص لحكومه منتخبه دعك من انتقاليه غير شرعيه الا عبر مؤتمر دستوري ووفقا للاستفتاء الجماهيري
وقد نقلت الأسافير ان المكون العسكري رفضوا هذا الاتفاق مبدأ بما ينبئ بصراع خفي آخر
إن الوضع الماثل أمامنا وعبر هذا الصراع الخفي لايبشر بخير للمواطن في ظل غياب تام عن هموم المواطن من التدهور الاقتصادي والاجتماعي وغياب الأمن المجتمعي وغلاء المعيشه والتضخم وتدهور قيمة العمله وغياب للمشاريع الانتاجيه وضعف الصادر وعدم دعم الزراعة وتوفير مدخلاتها ونحن علي أعتاب الموسم الشتوي وضعف السياسه التمويليه لضعف الكتله النقديه فالصراع الآن صراع بين العسكري والمدني صراع وجود وبقاء وسيطره وتستعمل فيه كافة أدوات ومقدرات الدوله والتي هي ملك للشعب المغلوب علي أمره لإثبات الذات
ونبشر أنفسنا جميعا ليس من باب التشاؤم ولكنه من دواعي الحيطة والحذر بأننا امام خيارين اما مجاعه عامه او احتراب قبلي القوي فيه آكل والضعيف مأكول وهذا المسار يقودنا الي شرعنه لقوة الغابه مالم يعي الشعب السوداني ويفيق من ثباته