سوداني نت:
______________
✍ ستظل تجربة الحركة الإسلامية الوطنية في السودان تجربة متفردة وذات خصوصية في الاستهداء والاسترشاد ، حيث انها أذهلت العالم رغم تنوع أدوات وأساليب الحرب من حصار اقتصادي وعمل استخباراتي مضاد لايقاف المد الاسلامي وتعزيز القيم والحفاظ علي الموروثات والمقدرات الوطنية ولاذلال الوطن .
هذه التجربة السودانية (المستعصمه) بالله والتي خالفت عرف الإنبطاح والإنبراش للهيمنة الدولية عبر أذنابهم من بعض الدول الأفريقية والعربية والإسلامية علي البلاد للنيل من الوطن ومن ثوابته وسيادته تكسرت معاولها أمام عزة وشموخ وسيادة السودانيين وولاة أمرهم لأنهم ماخنعوا ولا استكانو وماوهنو الا لغير الله ثم للارادة الشعبية الداخلية ، وقد تجسد الموقف الحكومي معبرا عن دواخل كل سوداني يحمل عزة وطنه ونفسه بين جنبيه.
تجربة الاسلاميين في الحكم أرست لمبادئ وطنية تدرس في أرقي الجامعات العالميه وقد مهدت لحوار وطني غير مسبوق من خلال تجارب السلطة فدعت الحركات حاملة السلاح وكل الاحزاب والوطنيين الغيورين علي وطنهم لكلمة سواء بيننا وبينكم من أجل وطن يجمع شمل وشعث السودانيين ونحو رؤية وطنية خالصه بعيدا عن السفارات والاملاءات والاجندة الخارجية فأرست لتجربة عظيمه وذات خصوصية في التوافق الداخلي لتعزيز الهويه الوطنية علي أساس (السودانويه) .
✍ ورغم تعدد ادوات الحرب والابتزاز والحصار الدولي الا ان الوطنيين عبروا بالبلاد نحو تنمية اجتماعية وسياسية واقتصادية متوازنه ، فكانت الانشاءات والصروح من الطرق والكباري والجامعات والمستشفيات والمرافق العامه ، ورغم الحصار الجائر ، فقد ادهش النظام الوطني والإسلامي العالم في معني التعايش بين الاديان والملل بضوابط الإسلام القيميه ، ورغم العزلة الدولية فقد انتج النظام الوطني في النفوس معاني التلاحم والترابط المجتمعي نحو مجتمع الدولة وانخرط المواطنين وبكافة بمكوناتهم وسحناتهم وجهويتهم وقبائلهم ومناطقهم للدفع بمقومات الاستقرار والتصدي للجوائح والنوازل من امطار وفيضانات وبناء وتعمير وعمل صحي وثقافي ومجتمعي ورتق للنسيج الاجتماعي ، فكانت الواجهات الشبابية والطلابية واللجان والروابط وثورة المرأة العامله نحو النهضة فارتفع بذلك الحس الوطني والولاء علي أساس القوميه والشراكة في التداول السلمي للسلطة .
ورغم الحصار والتمنع الدولي كان استكشاف وإنتاج البترول والغاز واستخراج مافي باطن الأرض من ذهب وحديد ونحاس وكروم ومنجنيز وتيتانيوم ، ورغم الحصار كان استكشاف ثرواتنا الهائلة من مصادر الطاقة كالغاز والنفط واليورانيوم ومصادر المياه وحصاده والثورة الزراعية وتطوير الصادرات من السلع الإستراتيجية كالصمغ العربي والسمسم والفول السوداني والقطن والذهب فارتفعت قيمة الصادرات وتقليل الواردات .
ورغم الحصار والابتزاز كانت السيادة الوطنية معبرا عن شموخ وعظمة المواطن وإعتزازه بثوابته وقيمه ولم يذل الشعب المعطاء ولم يستكين لاجندة المحاور الذين يسعون لأنهاك البلاد طمعا في ثرواته وموارده ، ورغم الحصار والضغط الدولي كان الشعب السوداني يعيش في كرامة من العيش وسمو في الأخلاق والقيم فكانت الحكومه وبمبادرات خلاقه وعبر بعض دول الممانعه توفر وتدعم أساسيات الحياة ومعاش الناس من خبز ووقود وأدوية ومواد ضرورية ليعيش المواطن كريما أبيا .
✍ ورغم الحصار الخانق كان الأمن المجتمعي والنفسي والاقتصادي وكان المواطن لايخاف الا من عملاء الوطن والاسلام ، ورغم الحصار الجاثم لم يتوقف المصانع والمزارع فكان الإنتاج والانتاجية والابداعات العلميه والتطور التكنلوجي والتقني ، ورغم الحصار والحرب كانت الصناعات الحديثه من الطائرات والدبابات والعربات الثقيله والآليات الزراعية والتنموية ، ورغم آليات الابتزاز المتعدده كان الحفاظ علي النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي وسعة وقبول الآخر علي أساس الهوية الوطنية .
فالمواطن كان لايشعر بالدونية في حياته المعيشية وكانت الأسعار في متناول الجميع والسلع تعج بها الأسواق والمحلات التجارية في وفره وعدم ندره ، ورغم الحصار والتجني كان النظام الوطني يقف بجانب الجيش وقواته النظاميه في اوقات السلم والحرب والبناء والتعمير واستنهاض المجتمع لوطن يسع الجميع حتي قدموا اكثر من (٣٠) الف شهيد فداء للوطن ، بل كانت المؤسسات الشعبية والوطنية من الخدمه الوطنية والشرطة الشعبية والدفاع الشعبي تعمل في تناغم وانسجام وكان الجيش عندهم مصدر افتخار واعتزاز لوطن عزيز ، ورغم الضغط الدولي لم يبارح الدولار منصة ال (٧٠) جنيها والتضخم لم يتجاوز ال (١٨) ٪ .
وهناك الكثير من الثوابت والإنجازات والذي لايسعنا ان نحصيه عددا من خلال تجربة وطنية راشدة لانخفي فيها بعضا من أخطاء التجارب الإنسانية في الأداء وكان السبب الرئيسي فيه الخيانه الوطنية من قبل بعض الافراد والمنظمات الذين يعملون لصالح الأجندة الخارجية والذين لم يفرقوا بين الوطن والسلطة ولا الدوله والحكم فكانو سببا في أيقاد مواقد العداء لاوطانهم ومواطنيهم .
فالآن قيض الله لهم ان يعتلو مراكب السلطة فكانت دهشتهم وحيرتهم في تجربة الاسلاميين الوطنية ، وكيف انهم كانو يقودون هذه السفينه الفائضة في حمولتها بينما هم الآن يتصارعون في غنائم هذه السفينه وقد تركوا ركابها يواجهون خطر الموت والفناء ولايدرون انهم اول الغارقين .
فجاءو وهم يتمنون الأماني من فتح خزائن عملائهم لهم ورفع الحصار الاقتصادي عنهم ثم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعيه للإرهاب وهم الذين كانو سببا في فرضه علي وطنهم ثم وعدو الشعب بصنوف المغريات وجنة عرضها السموات والأرض في حياتهم ، فتكسرت نواصلهم وتوزعت مللهم لضعف مقدراتهم السياسية وخطأ قراءتهم للمشهد الدولي فأنتجوا في نفس المواطن ذله وضعف واستجداء لحياته .
فسفينة الاسلاميين الوطنية تحركت وهي لاتبالي بالرياح العاتيه وهي تجربة تكتب بماء الذهب علي جدار الوطن العظيم