بعض الناشطين، وأدعياء النضال، وسارقو الثورة وراكبو موجتها بليل، خيبوا ظن الصديق ضياء الدين بلال في حاجتهم لبعض الوقت حتى يخلعوا ملابسهم قطعة قطعة، ويتخلصوا من شعاراتهم الزائفة ويجلسوا عراةً أمام اعينِ التاريخ.
بعض الناشطين، وأدعياء النضال، وسارقو الثورة وراكبو موجتها بليل، خيبوا ظن الصديق ضياء الدين بلال في حاجتهم لبعض الوقت حتى يخلعوا ملابسهم قطعة قطعة، ويتخلصوا من شعاراتهم الزائفة ويجلسوا عراةً أمام اعينِ التاريخ.
الواقع أن بعض القوى التي تدعي نقاءً ثورياً كذوباً دخلت مرحلة ما بعد التغيير دون التدثر بما يستر زيف شعاراتها المعلنة ، وبانت عورتها (من الدقيقة الأولى) وهي تتجنى على مبادئ خدعت بها الجماهير وصعدت عبرها الى منصة الحكم وركلتها بمجرد الفراغ من توزيع كيكة السلطة.
ما حدث أمام منزل الأخ الأستاذ جمال عنقرة ثالث أيام عيد الأضحى المبارك من تجمهر لأعضاء منتسبين للجان مقاومة الحتانة، يمكن اعتباره معياراً مؤسفاً لحالة الانحطاط السياسي التي يتولى كبرها بعض من غذتهم جيوب داخل الثورة بالكراهية وشحنتهم بالغبن وعبأتهم بكل فعل ينافي القيم السودانية الأصيلة قبل أن يصطدم بمبادئ الثورة القائمة على الحرية والسلام والعدالة
ما حدث أمام منزل الأخ الأستاذ جمال عنقرة ثالث أيام عيد الأضحى المبارك من تجمهر لأعضاء منتسبين للجان مقاومة الحتانة، يمكن اعتباره معياراً مؤسفاً لحالة الانحطاط السياسي التي يتولى كبرها بعض من غذتهم جيوب داخل الثورة بالكراهية وشحنتهم بالغبن وعبأتهم بكل فعل ينافي القيم السودانية الأصيلة قبل أن يصطدم بمبادئ الثورة القائمة على الحرية والسلام والعدالة، ويخرق الوثيقة الدستورية في جوانبها ذات الصلة بحق المواطن السوداني (جمال عنقرة) في السكن وخصوصيته والإقامة والتنقل وحتى التجمع والتظاهر ودعوة من يشاء الى داره العامرة (كيزاناً) كانوا أم شياطين.
لم يكن جمال مستهدفاً في شخصه، وإنما اتخذ صبية محرضون من مكونهم السياسي داره العامرة بالمكارم والفضائل مسرحاً لإدارة معركة خبيثة وسخيفة ضد ضيفه وقريبه سعادة الفريق أول شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة.
تقيأوا قبحاً عنصرياً بغيضاً ذبح سماحة التعايش بين السودانيين في وضح النهار، وتفوّهوا بالبذاءة والعبارات النابية التي لا تشبه الشعب السوداني وسماحته ونبله في التعامل مع الضيوف والزوار
لا أعتقد أن الغثاء الذي دلقه بعض المتجمهرين امام منزل جمال في (حي الحتانة) العريق المعروف بفضل واصالة ساكنيه يحتاج مني الى كثير تعليق، فقد تقيأوا قبحاً عنصرياً بغيضاً ذبح سماحة التعايش بين السودانيين في وضح النهار، وتفوّهوا بالبذاءة والعبارات النابية التي لا تشبه الشعب السوداني وسماحته ونبله في التعامل مع الضيوف والزوار.
يدسون أنوف جوالاتهم داخل المنزل، يتسورون الحوائط ويتسلّقون أسطح المنازل ممنين أنفسهم برؤية ما يقدمونه لسابلة الأسافير وناشطيها في حفل شوائهم البغيض
انتهك هؤلاء، خصوصية منزل الحبيب جمال – صاحب القلب الكبير المملوء بحب الجميع – وعائلته الكريمة وهم يدسون أنوف جوالاتهم داخل المنزل، يتسورون الحوائط ويتسلّقون أسطح المنازل ممنين أنفسهم برؤية ما يقدمونه لسابلة الأسافير وناشطيها في حفل شوائهم البغيض.
تجنوا على القيم السودانية وحق الجار وإكرام وفادة الضيف وتوقير الكبير، والحفاظ على خصوصية الأسر وحرائرها في سعيهم لإحراز نصر سياسي ينسي المواطن السوداني غلاء الأسعار والعنت اليومي في الحصول على مستلزماته الأساسية والفشل الملازم لأداء حكومة ظل يتبرا منها الجميع صباح مساء.
زعموا أنهم ضبطوا اجتماعاً للفريق كباشي مع عناصر كيزانية هدفه الترتيب لقلب نظام الحكم، وفي الدعوة مناضلون أمثال الزميل الصحفي عادل سيد أحمد ومنتمون لحزب الأمة من طراز عبد الرسول النور وجيران جمال وأهله وصحفيون يمثلون طيفاً واسعاً من الانتماءات السياسية.
أزهقوا هيبة الجيش وسيادته وهم يتجنون بالهتاف غير السلمي ضد أحد الذين انحازوا للثورة من جنرالاته العظام، يقاسمونه نعمة السلطة الفسيحة، ويطاردونه بالهتاف المسيئ في الأزقة والحواري.
قدم هؤلاء بفعلتهم الخرقاء دليلاً شاخصاً على تدهور العلاقة بين المكونين العسكري والمدني تدحض نفاق الابتسامات المتبادلة أمام الكاميرات وتخبرنا بأن الشراكة ليست على ما يرام، وأن المدنيين الذين يتخوفون من العسكر يتربّصون بشركائهم الدوائر.
قدم هؤلاء بفعلتهم الخرقاء دليلاً شاخصاً على تدهور العلاقة بين المكونين العسكري والمدني تدحض نفاق الابتسامات المتبادلة أمام الكاميرات وتخبرنا بأن الشراكة ليست على ما يرام، وأن المدنيين الذين يتخوفون من العسكر يتربّصون بشركائهم الدوائر.
يظل الفريق أول شمس الدين كباشي عضو المجلس السيادي ضابطاً عظيماً في الجيش السوداني، لم التقه إلا مرة واحدة منذ حدوث التغيير، لكنه مشمول عندي بتقدير يحترم ( شطارته ووضوحه وإمكانياته) ورتبته المتقدمة في قيادة جيشنا الوطني، أكبرت فيه- وكنت من الحاضرين- ترفعه عن الرد وحكمته البائنة في التعامل مع الموقف، كان الفريق كباشي يعلي من حرصه على تماسك مكونات الثورة ونجاح التغيير كلما علا الهتاف خارج المنزل ، لم يغضب لنفسه أو يبدي ضيقاً وتبرماً. هذه صفات تحسب للقادة الكبار، أرى أن القوة السياسية الحاكمة بحاجة إليها حتى ترتقي بفترة حكمها عن التشنج والغبائن وتصفية الحسابات والانتقام للذات.
الحادثة بأبعادها المأساوية تستدعي من القادة المدنيين والعسكريين أن ينتبهوا لدولة القانون، فلنتجه جميعا الى منصاته، كباشي (لردع المعتدين والمتطاولين وتبرئة ساحته من اتهامات الناشطين) ، وقوي الثورة (التي ما فتئت تكيل إليه السباب بزعم تورطه في جريمة فض الاعتصام) .. نعم للقانون حتى لا تتراكم الغبائن وتترسب الضغائن ونستمرأ نصب المشانق للآخر بعيداً عن منصات العدالة أهم أركان مبادئ الثورة النبيلة.