سوداني نت:
نعم سيقوم السيد حمدوك بتعيين وزير مالية يسمى ماو. . فمن هو ماو؟
كان الزعيم الصيني ماو قلق جداً بشأن الصين. . قام بتفجير الثورة الصينية في عام 1949. .كان الزعيم الصيني تستحوذ عليه الأفكار الإقتصادية لأنه كان يؤمن بأن الإقتصاد هو الذي يقود الي السيطرة السياسية و بشأن ذلك رسم ماو إستراتيجية القفزة الكبرى إلى الأمام. .هذه القفزة هي إقتصادية بإمتياز. . رهن ماو أكبر نسبة سكان في العالم لرؤيته العقلية. .كما حاول ان يجمع كل الإمكانيات المادية خاصة علاقاته مع خروشوف الزعيم السوفيتي لتمويل الفكرة والقفزة الإقتصادية. .حتى أن ماو بالرغم من كراهيته للرأسمالية إلا أنه تودد اليها وكان ذلك بسبب طموحه لتحقيق سيادة الصين العظيمة. …
كان برنامجه الإقتصادي يقوم على عنصر هام وهو عنصر التكلفة في الإقتصاد لذا اعتمد اعتماداً كلياً على كثافة عشرات الملايين من الأيدي العاملة (عنصر بشري هائل لتنفيذ المشاريع ) .. طرح على الزعيم السوفيتي أن يمده بالتصنيع النووي مقابل الغذاء. .وهذا جزء كبير من طموحه في فكرته الأساسية مشروع القفزة الكبرى إلى الأمام. .
قام مؤسس القفزة بزراعة ملايين الافدنة حتى فاضت الأرض بملايين الأطنان من الحبوب غير أن ذلك ليس كل الحكاية في نجاح ماو. . حيث تم رصد ملايين الاسراب من العصافير التي ارتحلت في السماء بإتجاه الصين لتلتهم كل الحبوب التي زرعها ماو وتنهي آماله في مشروعه الضخم الذي يعتمد الإقتصاد كوسيلة للسيطرة وهكذا الثورات يجب أن تستند إلى فكرة لكي تتقدم الثورة. .
القلق الكبير على رؤيته الإقتصادية جعله يأمر ملايين العمال للخروج بالأسلحة الميكانيكية والتقليدية لمحاربة العدو الإقتصادي (العصافير) التي سوف تجعل الصين تقع في شبح المجاعة. ….كما ستجهض مشروعه الإقتصادي للسيطرة بإلتهامها ملايين الافدنة من المحاصيل. . عبر معركة شرسة قتل ملايين العمال ملايين العصافير. .. ووقع ملايين أيضا من العصافير المنهكة من الضرب لتلقى حتفها. .. غير أن ماو لم يكن يدري أمرا هاما. …. أن هذه العصافير كانت تلتهم جزءاً مقدرا ضخماً من الحشرات الشرهة التي كانت تتسرب لتقضي على المحاصيل. ….. وجدت هذه الحشرات أرض المعركة فسيحة واختفى عدوها اللدود العصافير لتلتهم ملايين الافدنة والتي وقفت جيوش ماو تنظر اليها وهي مسلوبة الإرادة فلم يكن بوسع ماو الثورة أن يصنع أدوات لمهاجمتها. …. تسببت الحشرات في فشل رؤية ماو الإقتصادية ليتم رمي استراتيجية القفزة الكبرى إلى الأمام في مزبلة التاريخ. …وقتها كان 45 مليون صيني قد لقوا حتفهم من المجاعة 1961…..
ولم يتم التعافي الإقتصادي إلا في 1978..
المغزى من ماوتسي تونج:
بعد أن قام حمدوك بإقالة وزير المالية (العصافير) الذي كان اداؤه الإقتصادي سيئاً من حيث المؤشرات والذي كان سيقضي على ملايين الافدنة المزروعة .. هل سيقوم حمدوك بتعيين الطاقم الإقتصادي الجديد ليطلق الملايين من (الحشرات) والتي لن يجد لها أدوات جديدة لمحاربتها في المرة القادمة خاصة أن مشروع صندوق النقد الدولي والروشتة مازال خطرها يلوح في الأفق ..
وبذلك تتدحرج الثورة إلى وادي سحيق. .
أم سيقوم بمراجعة الشعب صاحب المصلحة (بطاقم إقتصادي) ثوري يحقق القفزة الكبرى إلى الأمام .